فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الثورة... بين الإنتفاضة والخمود - في ستة أشھر

      يخرج كتابنا ھذا، الذي ھو ثاني كتبنا عن الثورة، في وقت حزين بئيس، عقب أحداث وزارة الدفاع وميدان العباسية، التي شھدناھا وعشنا أحداثھا في الميدان. ونحسب أن ھذه الأحداث، ھي علامة مميزة وركن بارزٌ في تاريخ الثورة المصرية، إذ تكرس ھذه الأحداث السيطرة العسكرية التامة على الشارع المصريّ، وإخماد أنفاس الثوار، مسلميھم وعلمانييھم، وإنھاء حملة حازم أبو اسماعيل، ووضعه في ركن الدفاع عن نفسه وسمعته وحملته.

      منذ أن مرت الشھور التسعة الأولى من الثورة، والأحداث تترى، مدللة على صحة ما ذھبنا اليه، من قيادة العسكر للثورة المضادة، وعدائھم السافر للثورة وأھلھا، الذين ھم أھل مصر، ولم يتورعوا عن صناعة أزمات طاحنة في كافة القطاعات، دون مراعاة للمواطن المسكين الذي عانى ستين سنة بالفعل من ظلمھم وجبروتھم. بل تعدوا إلى حرق مصر، تخويفاً وإرھاباً لأبنائھا، وكأن الناس لا يعرفون من الفاعل الحقيقيّ من ورائھا. ثم سنوا القوانين التى تحمى فسادھم وإفسادھم، فوضعوا برلماناً كرتونياً بلا صلاحيات، رضيت به الإخوان، وتركوا كافة الفاسدين في أماكنھم، ونصبوا أفسد أھل القضاء ذمة على ما أسموه لجنة الإنتخابات الرئاسية، ثم بدؤا مسلسلاً جديداً، بإمتناع ھذه اللجنة المرتشية الفاسدة عن أداء عملھا في التزوير، لعلھم يقصدون بذلك تأجيل الإنتخابات، وليتھم يفعلون، فإنھا إنتخاباتٌ مزيفة مزورة، أبطالھا أربعة، أحمد شفيق وعمرو موسى، علمانيين ليبراليين من فلول مبارك، وعبد المنھم أبو الفتوح ومحمد مرسى، ليبراليين أحدھما مستقل والآخر تابع للإخوان، التابعين للعسكر.

      وقد تابعت، في ھذا الحشد من المقالات، الأحداث الجارية في الستة أشھرٍ الأخيرة، وجعلتھا لون من التأريخ يجمع بين الرواية والرأي، وبين الحدث ومفھومه، لتكون شاھداً على ھذه ا لفترة من ناحية، وبياناً وتوضيحاً لما يجرى، من وجھة نظرٍ سنية صافية، من جھة أخرى.

      وكالعادة، فقد لامنى البعض على شدة في كلماتي، وحدة في أسلوبي. لكنى ولله لا أعتذر عن ھذه الشدة أو تلك الحدة. فإن ھؤلاء اللائمين اللاحين لم يستشعروا حجم الكارثة الفادحة التي تولى كبرھا ھؤلاء الذين جلدتھم بسياط القلم. لقد أعان ھؤلاء على إيقام الأمة الإسلامية بأسرھا في أزمة تاريخية، وأضاعوا عليھا فرصة أتاحھا لله لنا دون عمل منا ولا إستحقاق. فولله، لو وجدت في قاموس الكلمات أشد ما استعملت في وصفھم ما ترددت لحظة. فإن الجزاء من جنس العمل، وھؤلاء عملھم أسودٌ، بين تثبيطٍ وعمالة وإرجافٍ وتخذيل وحسدٍ ومداھنة، وما شئت من أعمال الفساد التي لا تمت لإسلامٍ بصلة، بل لله ورسوله برئ من ھؤلاء ومن أعمالھم، سواء سلفيوھم أو إخوانھم.

      ثم أدعو القارئ أن يتمھل في قراءة الكتاب، فإن مقالاته على قصرھا، تحمل تحليلاً وتوجيھا يحتاج إلى تأنٍ وتثبت.

      ولله وليّ التوفيق

      طارق عبد الحليم

      تورونتو 09 مايو 2012