فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      عندما يصبح العهر دولة

      العهر هو إرتكاب الخطيئة بلا حجر عليها من دين أو ضمير وبلا إحساس بالذنب أو الندم ، بإختصار هو التحلل من كل المعانى اﻷخلاقية واﻹنسانية والدينية وعدم الخجل من النفس أو من نظرة المجتمع فهو موت كامل للأخلاق،

      والعهر بمفهومه الضيق كان يرتبط إرتباطا وثيقا بمهنة البغاء وهى أقدم المهن التى عرفها التاريخ وكانت ولا زالت مؤثمة فى كل المجتمعات حتى الكافر منها، أما المفهوم اﻷوسع واﻷخطر فهو العهر اﻷخلاقى الذى لا يقف عند حدود مهنة البغاء(بيع الجسد بمقابل مادى) وإنما يتعداه إلى بيع كل القيم اﻹنسانية والثوابت الدينية وتحطيم كل اﻷعراف والمعانى الطبيعية وتثبيت القهر والظلم ليحل محلهما وفرض قانون القوة بدلا من قوة القانون ، ..كل ذلك بمقابل تافه دنيوى لا قيمة له (مال أو منصب أو جاه).

      والعهر على المستوى الشخصى مشكلة يدفع ثمنها صاحبها أما العهر بمفهومه اﻷوسع فهو كارثة وخاصة حينما يكون على مستوى الدولة ومؤسساتها ومسئوليها ومواطنيها ..

      وللأسف هذا هو حال مصر!!!-

      مؤسسة القضاء: هل تريدون أمثلة على عهرها أكثر مما نراه هذه اﻷيام(اﻹفراج عن طاغية قامت ثورة من أجل اﻹطاحة به وإستشهد وجرح آلاف من المصريين من أجل هذا الهدف، تلفيق تهم لرئيس منتخب مدنى بلا سند قانونى والصمت على إختطافه ، تبرئة جميع القتلة واللصوص الذين سرقوا ونهبوا الشعب المصرى وقتلوا أبنائه على الهواء ، إطلاق سراح المتهمين اﻷجانب فى قضية تمويل منظمات المجتمع المدنى بأوامر عليا وترحيلهم على متن طائرة عسكرية فى الوقت الذى يتم فيه اﻷن إحالة 100 قاض إلى الصلاحية تمهيدا لعزلهم من وظائفهم بل وتقديمهم للمحاكمة بلا أى تهمة سوى اﻹعتراض على اﻹنقلابيين وتأييد الشرعية، الصمت على جرائم الزند وعدم التحقيق معه وتبرئة سوزان مبارك قضائيا فى حين يتم اﻷن تلفيق التهم وأوامر الضبط واﻹحضار لكل التيارات المعارضة بلا أى إحترام لأبسط القواعد القانونية وسمعنا لأول مرة عن إنتقال النيابة العامة لمعسكرات أمن مركزى للتحقيق مع معتقلين ولم لا وقرارات النيابة تصدر من جهاز مباحث أمن الدولة)-

      مؤسسة اﻹعلام : وما أظنكم تريدون أمثلة على عهره فهى أوضح من أن نسوق لها أمثلة

      مؤسسة الشرطة: وأظنها تصلح بممارسات أفرادها تصلح للفوز بجائزة نوبل للعهر.مؤسسة الجيش: وقد أصبحت تنافس الشرطة بل وتفوقت عليها فى العهر ومما مذابح الساجدين فى مجازر الحرس الجمهورى والمنصة ورابعة والنهضة ومسجد الفتح وسجناء ابو زعبل ببعيدة عن اﻷذهان -

      مؤسسة التعليم: وهى لمن لا يعلم نموذج صارخ للظلم وتوريث الوظائف فى الجامعات وتزوير النتائج وإقصاء الشرفاء وتسكين أهل الثقة الجهلاء لمجرد ولائهم للسلطة وتسطيح التعليم وتهجير كل الكفاءات العلمية وإقصائها.

      المؤسسة الدينية: وهل بعد موقف رأس المؤسسة(شيخ الأزهر ) مما يحدث وتأييده للإعتداء على حرمة النفس والمساجد وصمته على كل المجازر التى تحدث يوميا للمسلمين فى مصر والتضييق عليهم فى ممارسة شعائرهم وإزكاء نزعة التطهير الدينى ضدهم هل بعد ذلك نحتاج إلى دليل على عهر تلك المؤسسة.عندما يصبح العهر دولة فنحن فى محنة كبرى.

      اللهم أرفع مقتك وغضبك عنا.