فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فَهِمْتُكم

      فهمْـــــــــتُكمْ بعدَ أعـــــــوامٍ وأعْــــــوامِ      الآنَ أدْركتُ ،تفــــريـطِي وإِجْـــــرامي

      الآنَ أدْركتُ معـــــنى أنَّكــــــــــــم بشرٌ      لكمْ حقـــوقٌ ، ولســــتُم محــــضَ أنعامِ

      فهمـــــتكم يا بَني شعـــبي وقـــــــدْ لعِبتْ     بكُمْ جنــــــودي وقـــــــــوَّاتي وأَزْلامـي

      نعم ، ملأْتُ سجــــــوني من أكَارِمــــــكمْ      وكَانَ تعـــــذيبُــــهم رمْــــزاً لإقْـدامي

      حكمتُ بالسِّجــــــنِ تأبيـــــــداً لطائــــفةٍ       أَصْلَيْـــتُها في سجـــــــوني نـــــارَ آلامِ

      ولَمْ تَـــدَعْ سَــــعْيَــــها للدِّيــــنِ طائـــفةٌ      أُخـــــرى ، فأصْـــدَرْتُ فيها حُكمَ إعْدامِ

      جَعَـــلْتُ أرضكُم الخضـــراءَ مُعْــتَـــقَلاً      حقَّــــقتُ فـــــــــيهِ بسيفِ الظُّلْمِ أحلامي

      أطْــــلَقْتُ فيـــكم على ظُـــــلْمٍ جَلاَوِزَتي      ما بــــــــينَ لصٍّ وكـــــــــذَّابٍ ونــــمَّامِ

      نعمْ ، جَعَلْـــتُ بيـــــوتَ اللهِ خــــــــاوِيةً      مِـنْ كُـــــــلِّ داعٍ وصــــــوَّامٍ وقــــــوَّامِ

      حتى الأذانُ تــــوارى عـــن مآذِنِـــــــكم      وعن وســائل إعــــــلاني وإعـــــلامي

      أمَّا حجابُ العذارى فهـــــو مُعْـــــضِلةٌ       حَاربْتُــــها بإهـــانــــــاتي وإرْغـــــامي

      نَعَــم ، جعلتُ منَ الطُّغــــــيانِ لافِـــــتةً       فـــــيها معَـــالِمُ مِنْ قَــــسْـري وإلْزامي

      لكِنَّني الآنَ يا شعــــبي وقــــــد سَلَـــفَتْ       أيَّامــــــــــــكم بمآســــــــيها وأيَّـــــامي

      أقولُـــها ، ونجـــومُ الليــــــلِ تَشْهَدُ لي :       فهِــــــمْتُكم ، وإليكم فـــــضْلُ إفْــهامِي

      فهِـمْتُــــكم ، فلــــقدْ صرْتم عَــــــمَالِقـةً        وكُنتُ أبـــــصرُ فيكم شــــكلَ أقْـــــزامِ

      فهـــمتها الآنَ ، إنِّي قـــدْ ظَـلَمْتُ ، ولـمْ       أرْحـم فــــــــقيراً ، ولمْ أَلْطُفْ بأيْـــــتامِ

      ولمْ أقــــــدِّمْ طـــــعاماً للجـــــياعِ ، ولم       أقــــــــدِّمْ المــــــاءَ للمُسْــــتَنجدِ الظَّامي

      ولمْ أقـــــــــدِّمْ ثيــــــاباً للعُــــــراةِ ، ولم      أمنح تلاميــــــذكم حِــــــبراً لأقـــــــلامِ

      فهِمْتُكمْ ، فافْهَـموني ، وافْهموا لُغـــــتي       وقابـــــلوا لُؤمَ أخــــلاقي بإكــــــــــرامِ

      إنّي سأفتَـــــــحُ أبـــــوابَ العــطاءِ لكـم       وســوفَ أُصـــــــدِرُ للإصلاحِ أحكامي

      هــيَّا ، ضعوا في يدَيْ أيـــديْ تعاونُكــم       يـــا أخـــوتي وبني عــــــمِّي وأرْحامي

      إنِّي صحوتُ على نورِ الصَّباحِ ، وقــدْ        طـــوَيتُ عِقْـــــدَينِ في ظُلْمٍ وإظـــــلامِ

      فهمتكم ، أيُّــها الشعــبُ الذي دعَسَـــتْ        أحلامَه في طــريقِ الجَــــوْرِ أقــــدامي

      الآن أدْركـــتُ أنِّي كـــنتُ في نفـــــــقٍ       منْ غفْــــلَـــتي وضــلالاتي وآثــــــامي

      ***                ***               **

      أَنْهى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ       إلاَّ الصَّــدى و الّلَظى في قَـــلْبِه الدَّامي

      وجَلْجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ :      فــــــاتَ الأوانُ ، فلا تركن لأوهــــــامِ

      نســـــيْتَ أنَّ لنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ        إذا تَـــــــطَاوَلَ فـينا جَـــــــورُ حُــــكَّامِ