فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      عيد مبارك يا ولدى .. قلبى معك

      ستة أعوامٍ ونصف عام، مرّت على ابنى شريف في محبسه. العيد الثالث عشر يمر عليّ دون أن القاه صباحاً وأضمه ونتبادل التهنئة بالعيد.

      أتذكر حين كان صغيراً، وكان يبيت ليلة العيد، بجانبى، بعد أن يُمَهّد ملابسه الجديدة ويصفّها على سريره، ولا ينام عليه لتظل كما هي حتى الصباح. ثم يأتي الصباح فيقفز صائحا ليرتدى ملابسه، ويجلس على الباب منتظراً الخروج للصلاة.

      أعوامٍ قضاها ابني في زنزانته، محكوماً عليه بالسجن مدى الحياة، لا يذكره إلا من عرفوه، فهو ليس في شهرة الشيخ عمر عبد الرحمن عفا الله عنه وفك أسره، لكنه، بالنسبة لي ابني الأكبر والأول.

      لا أملك إلا الحزن والبكاء، ولولا إخوة له صغاراً لا ذنب لهم، لأعرضتُ عن الحياة كلها حتى أكون حَرَضاً، كما كان يعقوب عليه السلام حُزْناً على يوسف. وهو حُزنٌ لا ينافي الثقة بالله، إذ هو أمرٌ إنسانيّ لا حيلة للوالد فيه، دون جزع أو معارضة للقدر.

      ولا أملك إلا أن أقول حسبى الله ونعم الوكيل. نعم حسبي الله ونعم الوكيل في ذلك الجاسوس الكافر شاهر حسام الدين أحمد السحيمى الإسكندراني، ولعل الله أن يأتيه بعذاب الدنيا قبل الآخرة، آمين.

      كل عام وأنت بخير يا بنيّ، ولعل الله أن يكتب لنا لقاءً خارج تلك الأسوار الشائكة البغيضة قبل أن يحل موعد لقائي به سبحانه.