فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      البيان رقم 7 لسنة 1433هـ ـ 2012م

      البيان رقم 7 لسنة 1433هـ ـ 2012م

      التيار السنيّ لإنقاذ مصر

      إلى الشعب المصريّ المسلم

      اخرجوا إلى الميادين العامة ولا ترجعوا إلا بحقكم

       

      الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:

      في ظلّ الأوضاع التي أظلت مصرنا منذ أيامٍ قليلة، والكوارث التي لاحت بوادرها منذ صبيحة أمس من غدرٍ وعمالة، وما هي إلا تداعياتٌ لم تكن لتغيب عن العاقل الواعي المراقب لتطورات الأحداث منذ 25 يناير 2011م .. حيث أصبح واجباً على أولى الرأي والمشورة من أهل ملتنا أن ينفضوا عن ألسنتهم تراب الصمت، وعن أجسادهم صدأ الكسل، وعن أرواحهم غلالات الخوف والترقب، وليحملوا لقومهم ما حمل النذير العريان صلى الله عليه وسلم للبشرية، من مشاعل النور التي  أخرجهم بها من الظلمات إلى النور.

      ولا يحتاج المقام إلى تفصيل كبير في الأعراض التي تواجهها الأمة اليوم، أو الأمراض التي تسببت في تلكم الأعراض، فإنها أوضح ما تكون؛ إلا لأعمى بصيرة، أو لأغلف قلب. لا نحتاج اليوم إلى تنظير أو تأطير؛ إنما الأمر اليوم أمر عمل يحتاج أن يبدأ، وجهد يجب أن يبذل، بلا توانٍ أو تفريط.

      إن كافة المحاولات التي جرت خلال خمسة عشر شهراً الماضية؛ والتي قادها الفكر الإخوانيّ، للعمل من خلال الصرح البرلمانيّ الديموقراطيّ، قد بان فشلها وظهر عوارها، وأصبح ممثلوها كأنهم خُشبٌ مسندة، جعجعة بلا طحين، وحديث بين طرشان!!.

      فلم يعد أمام شعبنا اليوم إلا طريق واحد؛ هدت اليه الشريعة، قبل أن تهدى اليه العقول، وهو أنه لا يفل الحديد إلا الحديد، وأنّ سنن الله تأبى إلا أن لا يكون صلاح إلا من طريق الشرع، وأن هذه الطرق؛ الديموقراطية البرلمانية، ما هي إلا فساد في فساد، وظلمات فوق ظلمات، و(إن الله لا يصلح عمل المفسدين) يونس آية 81.. ونحن إذ نقرر هذا، إنما نعتمد على منهج النظر الشرعيّ أولاً، وما ثبت عملياً على أرض الواقع الحاليّ ثانياً.

      ومن هذا المنطلق، فإننا نرى أنّ المخرج الوحيد الذي بقى أمام المسلمين من أبناء هذا الشعب، هو الخروج إلى الشوارع والميادين، في كل محافظة، ومدينة، وكفر ونجع، ومن كل مسجد وزاوية ومصنع ومدرسة وبيت، لنعيد مشهد الثورة في عنفوانها، بل أشد منها. إذ اليوم نحن ننصر دين الله سبحانه، بعدله ورحمته، ولا نعتمد إلا على ولايته في نصرنا على من ظلمنا وقهرنا وتلاعب بمصائرنا عقوداً متطاولات.

      والعجب أنه لا زال هناك أشخاص يدعون إلى الحذر والتأني وعدم الفوضى وعدم العنف، وهم يعلمون أن مجلس العسكر وفلول نظام المخلوع هم أس الفوضى وأصل كل مصيبة حلت بأمتنا! .. وكلّ تلك الدعوات المثبطة، التي ظاهرها حق، وباطنها ومرادها باطلٌ صرف، إذ لا تعكس إلا رضا بالخزى وانحناء للقهر، وذلة بالنفس، وتقهقراً إلى الوراء، وتسليم مقدرات الأمة إلى جلاديها من العسكر وأزلامهم، يفْجُرون بها كما يشاؤون. فإلى هؤلاء نقول، بإذن الله تعالى لن ينخدع الشعب بَعدُ بما تقولون مهما طالت لحاكم، واتسعت شهرتكم، فإنّ الشهرة بالباطل هي من علامات زماننا، كما في الحديث الذي رواه البخاري بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا ، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا".

      إننا نتوجه إلى ذوى العقول والقلوب، ذوى النخوة والهمة، ذوى الكرامة والذمة، من شباب أمتنا وشيوخهم، نسائهم ورجالهم، أن اخرجوا إلى ميادين مصر وشوارعها وحاراتها.. أن اتركوا أعمالكم يوما لتنقذوا أرواحكم دهراً. ثم لا تعودوا إلى بيوتكم إلا بعد أن ينحسر عن الأمة حكم العسكر وسيطرتهم. قفوا بصدوركم في وجه الطغاة الذين بدؤوا مسلسل حرق مصر لتخويفكم. لكن ماذا بقى لدينا نخشى عليه من الخسارة، فقد سرقوا ماضيكم، وأضاعوا حاضركم، وهاهم يرتكبون كلّ جريمة ليستولوا على مستقبلكم، بل مستقبل أولادكم وأحفادكم.

      اليوم، يا أبناء مصرنا الحبيبة، ليس أمامنا إلا أن نضحى بالغالي والرخيص، بالنفس والمال، بالقوت والجهد، في سبيل نصرة دين الله، الذي فيه كرامتنا وعزتنا ورفعتنا واستقرارنا ونهضتنا، حسن معاشنا، ثم حسن معادنا.

      فاخرجوا مع أول زخات الثورة، إن خرجت إلى الميادين، اليوم، أو غدا، أو الجمعة القادمة إن شاء الله، لا تترددوا ولا تنتظروا، ولا تسمعوا لمثبط، أيا كان؛ فللباطل جنود منتشرة، منها من التحى، ومنها من تفرنج وتعَلمَن، لكنها كلها تجمعها علامة واحدة؛ هي تثبيط همم المسلمين في هذا الوقت الذي لا ينفع فيه إلا الخروج، ثم لا تعودوا إلا منصورين قاهرين، لمجلس العسكر داحرين.

      اعتصموا بحبل الله المتين لا بحبائل الناس وعباد المجالس  (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) آل عمران آية: 101.. تخندقوا وتترسوا .. لا نقول خربوا المنشآت بل دافعوا عن دينكم وعن أنفسكم وعن حقوققكم المغتصبة.. واصبروا إنما النصر صبر ساعة، فهي معركة فاصلة بين الحق والباطل، (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) النساء آية: 76.

       

      (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) يوسف آية: 21.

       

      الموقعون أدناه

      الشيخ الدكتور طارق عبد الحليم

      الشيخ الدكتور هاني السباعي

      الشيخ داود خيرت

       

      24 جمادى أولى 1433هـ الموافق 15 إبريل 2012