فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الفلسطينيون..أين الطريق....؟

      بقلم د. وصفي محمد عبده

      مفاوضات عبثية وطريق غير واضح المعالم...؟

      لم يبق أمام الفلسطينيين أي خيار آخر سوى التشبث التام بكامل حقوقهم بعد أن رأوا أن أوسلو وأزلامها لم يوقروا للفلسطينيين شيئا سوى المماطلة ومزيد من الألم ومزيد من قضم الأراضي ومزيد من الحواجز.

      إسرائيل والغرب عموما لا يملكون أن يعطوا شرعية لإسرائيل ولا لوجودها على أرض فلسطين ولا لسرقتها أموال وأراضي وبيوت الفلسطينيين. لذا ومهما فعلت فهي زائلة لا محالة.

      إن أي مفاوضات بين فصيلي فتح الحالية وحماس هي عبثية ولن تجدي أو تؤدي إلى حل ولن يكون نتائجها، إلا المزيد من الانقسام، لأن رموز فتح الحاليين بما فيهم الرئيس عباس يفهمون المفاوضات ويريدونها على أنها استسلام من حماس لهم وهو الأمر الذي ترفضه حماس ويرفضه كل فلسطيني شريف، إضافة إلى أنه غير عملي وغير مجدي سياسيا أو اقتصاديا.

      نكتة الانتخابات:

      لعله يكون من المجدي للفلسطينيين البحث عن موضوع آخر يتسلون به غير نكتة الانتخابات، لأن أي انتخابات سوف لن تكون نزيهة في ضوء تكالب عناصر فتح على السلطة وعلى المنظمة. ثم حتى لو حصلت انتخابات ولم تفز بها فتح، فهل هذا يعني أن فتح سوف تقبل بنتائجها وتتعاون مع حماس...هذا الأمر مشكوكا فيه من قبل كل فلسطيني عاقل. وبالتالي إن لم تفز فتح بالانتخابات فسوف تقوم فتح في ضوء تصورات قادتها الحاليين بتعطيل سير العمل الديمقراطي كما فعلوا سابقا. إذن لماذا الانتخابات في ظل وجود قيادات فتح الحاليين...! وما الفائدة منها غير العبثية وإضاعة الوقت ونشر وترويج المزيد من الفرقة.

      لماذا على فتح أن تبتعد عن العمل السياسي:

      لعله قد يكون أمرا قاتلا لفتح أنها بعد نضال طويل أصبحت عاجزة عن العمل في المجال السياسي والنضالي، ولم يعد أمامها من خيار إن كانت ترغب في البقاء إلا التوجه للعمل الاجتماعي والتطوعي للأسباب التالية:

      1. ارتكبت فتح أخطاء أكثر من قاتلة للشعب الفلسطيني عند عدم تعاملها مع حماس عندما فازت بشرعية الانتخابات النيابية السابقة وشكلت الحكومة.
      2. ارتكبت فتح أخطاء قاتلة وقد أضرتها في الصميم عندما تآمرت وتواطأت مع العدو الصهيوني النازي في العدوان على غزة.
      3. ارتكبت فتح والسلطة أخطاء قاتلة في الاندفاع في مجال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني النازي، بينما كان من المفروض وضع جداول زمنية متبادلة لتحقيق اشتراطات خارطة الطريق لتطبق من قبل العدو الصهيوني أولا.
      4. ارتكبت فتح أخطاء قاتلة في المطالبة بالرجوع إلى حدود خطوط الهدنة عام 1967، بينما كان المفروض التمسك بالشرعية الدولية وهي قرار التقسيم وقرار 194. وهو الذي يحقق حدود آمنة لدولة فلسطينية قابلة للحياة كما تعترف بها الشرعية الدولية.
      5. ارتكبت فتح والسلطة أخطاء قاتلة وقامت بأدوار غير مبررة بالسكوت عن تجاوزات إسرائيل النازية الصهيونية في كل نواحي الحياة التي تخص الشعب الفلسطيني، مما جعل المواطن الفلسطيني يشعر أن فتح ما عادت فلسطينية وما عادت تمثل الفلسطينيين بل إن عم المسئولين بها هو مصالحهم الشخصية ورواتبهم التي تحول لهم بدون وجه حق، بل إنها توزع عليهم كهبات بدون سبب سوى السكوت عن التمادي من قبل الجهات المستنفذة في فتح.
      6. لعل فتح تكون من أغنى الفصائل الفلسطينية وأكثرها سخاء على أعضائها، مما يثير قلق المواطن الفلسطيني العادي ويثير تساؤله لماذا يقبضون كل هذه الأموال ، وكثير منهم دون أن يؤدي عملا مفيدا، بينما باقي الناس يعيشون في ضائقة لا مثيل لها.
      7. ارتكبت فتح والسلطة أخطاء قاتلة في ملاحقتها وقتلها بدون مبرر لأعضاء حماس والمؤيدين لهم وأعضاء حزب التحرير أيضا، مما يدل إن رغبة القتل والتنكيل بالفلسطينيين قد انتقلت من الصهاينة النازيين إلى أعضاء فتح وهو أمر خطير جدا ولا يبشر بأي خير من أي نوع كان. إن استباحة الدم الفلسطيني نحن أي مبرر لا بقرها عاقل من أي جنس أو دين.
      8. ارتكبت فتح والسلطة خيارات وأعمال قاتلة عندما تخلت عن الدفاع عن عرب 1948م، في الوقت الذي تحاول إسرائيل فيه إدخال أي كان إلى فلسطين وإدراجه ضمن الديانة اليهودية.
      9. ارتكبت فتح والسلطة خيارات قاتلة عند عدم إدراجها لخيار من يشاء من الشعب الفلسطيني في الرجوع إلى فلسطين وإلى الضفة في الوقت الذي تجلب إسرائيل كل الناس وتعطيهم الديانة اليهودية.
      10. ارتكبت فتح والسلطة الفلسطينية أخطاء قاتلة في السكوت عن ما يتم في القدس، رغم أن القدس من المواضيع الحساسة جدا والجوهرية في القضية الفلسطينية، كما ارتكبت خطأ فادحا عندما لم تشكل عدة لجان لدعم صمود سكان القدس، والدفاع عنهم أمام السلطات الصهيونية النازية، وبالتالي بات الصهاينة يشعرون وكأن السلطة توافق على ما تقوم به إسرائيل دولة العصابات النازية الجديدة.
      11. ارتكبت فتح والسلطة بقيادة عباس أخطاء قاتلة في تواطئها مع الصهاينة النازيين الجدد ومع المصريين في حصار غزة وتجويع أهل غزة وبالتالي زادت في الفرقة والاختلاف، وكانت دائما تبدوا في صورة الجاهل المتواطيء على شعبه.
      12. يضاف إلى ذلك أخطاء السلطة وعباس في التغاضي عن الجرائم الصهيونية من هلال تقرير جولد ستون وتأجيل عرضه على مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وهذا الخطأ كان قاتلا لعباس وفتح والسلطة بحث كاد الفلسطيني أن يفقد عقله من جراء مثل ذلك العمل.

      لكل هذه الأسباب لم يعد المواطن الفلسطيني يثق في فتح، ولم يعد يثق في السلطة الفلسطينية، وبات خياره الوحيد العمل مع كل مواطن شريف في كل ما يمكن أن يعيد الحقوق إلى أصحابها.

      لذا فإن أي انتخابات قادمة سوف لن تفوز بها فتح، وإن فازت فقط فسيكون بواسطة التزوير.

      ماذا على فتح أن تفعل..!

      المشكلة الآن أن فتح والمنظمة وصلتا إلى مرحلة من التنسيق مع العدو لا يستطيعان الرجوع منها، وأوصلوا المواطن الفلسطيني إلى نقطة انعدام الأمل بالحياة الحرة الكريمة.

      - لذا يجب أن يكون الحل هو تنحي فتح والرئيس عباس وكافة أعضاء فتح في السلطة الفلسطينية.
      - وأن تنفصل فتح إلى فصيلين واحد يساير التيار مع الابتعاد عن المجال السياسي وأخر يختار خيار المقاومة، وينضم إلى الشعب الفلسطيني ونضاله المستمر ضد الكيان الصهيوني النازي.

      الخيارات المتاحة الآن:

      مع أن الزمن قاس ضد الفلسطينيين إلا أن ما زال أمامهم خيارات كثيرة وحاسمة، ومن أبرزها ما يلي:

      1. أن تنقسم فتح إلى تيار ثوري معارض وتيار سياسي منافق ويجاري ما يجري على الأرض.
      2. المطالبة بالشرعية الدولية المتمثلة بخيار دولة فلسطينية طبقا لقرار التقسيم لعام 1947 كما أعلن نتنياهو في الأمم المتحدة قبوله لهذا القرار، مع التخلي نهائيا عن الألفاظ المغلوطة التي تقول العودة إلى حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
      3. إعلان المطالبة بخيار دولة واحدة لشعبين، و رفض قيام دولة فلسطينية مستقلة في ضوء الإجراءات الصهيونية في الجدار والمستوطنات والقدس جلب اليهود من كل أنحاء العالم، والمطالبة بالمساواة مع السكان اليهود في فلسطين مع ضمان حق عودة كل اللاجئين أسوة باليهود الذين يتم جلبهم من كل بقاع العالم للعيش في فلسطين.
      4. تبني كافة قضايا عرب 1948 بخصوص أراضيهم وقراهم وكافة حقوقهم فيما يتعلق بالحياة الكريمة، وإعادة أراضيهم التي صودرت بمختلف الحيل الصهيونية والادعاءات الكاذبة.
      5. تبني كافة قضايا سكان منطقة لقدس بخصوص أراضيهم وقراهم وبيوتهم وكافة حقوقهم فيما يتعلق بالحياة الكريمة، وإعادة أراضيهم التي صودرت بمختلف الحيل الصهيونية والادعاءات الكاذبة.
      6. إصلاح منظمة التحرير وتبنيها لخيار المقاومة المسلحة، و لحين قيام إسرائيل بإعادة حقوق الفلسطينيين طبقا للشرعية الدولية، وهو تقسيم 1947 مع عودة اللاجئين، كما يعبر عنه من قبل اللجنة الرباعية باسم دولة فلسطينية قابلة للحياة، و المسروقة من قبل العصابات النازية الصهيونية.
      7. مطالبة مصر بوقف الحصار على غزة فورا ووقف التواطوء مع مثل هذا الحصار مع كل من الكيان الصهيوني ومع مصر.
      8. وقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وفورا، مع الإفراج عن كافة معتقلي حماس ومؤيديها في الضفة الغربية.
      9. انتخاب رئيس فلسطيني جديد ولمدة سنة واحدة يتم خلالها إصلاح منظمة التحرير، وأجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في آن واحد.
      10. قد يلزم في هذه المرحلة تغيير الدستور الفلسطيني إن كان لا يشمل عبارة إن العاصمة هي القدس ليتم تحديدها بالاسم والإعلان أن القدس ( بدون تحديد جزء منها) مدينة مغتصبة من قبل السلطات الصهيونية النازية. كذلك التأكيد على هدف الدولة الفلسطينية هو ضمان حق وتسهيل ومساعدة كل الفلسطينيين بالرجوع إلى بلدانهم وأراضيهم وبيوتهم في فلسطين.
      11. يجب على الفلسطينيين ربط اعترافهم بالكيان الفلسطيني بإعادة كافة حقوق الشعب الفلسطيني، وأن يكون الاعتراف إن وجد متعلقا ومشروطا ومرتبطا بكل الحقوق الفلسطينية بما فيها حقوق سكان القدس وعرب 1948م.

      كل هذه الخيارات متوفرة أمام الجانب الفلسطيني ولكنه للأسف لا يستغلها لصالحه، مع أن الهدف الأساسي الفلسطيني من وراء المفاوضات هي هذه الموضوعات وليس التنسيق الأمني، وبقدر فائدتها الكبيرة للفلسطينيين إلا أنها تبدو قاتلة لإسرائيل، وستجعل الصهاينة يعيدون حساباتهم من جديد في شأن التعامل مع الفلسطينيين.