فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      البيان رقم 3 بمناسبة مرور عام على ثورة لم تكتمل

      البيان رقم 3 لسنة 1433هـ ـ 2012م

       بمناسبة مرور عام على ثورة لم تكتمل

       ثورة التصحيح 25 يناير 2012

       في سبيل إقامة الحجة

        (قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الأعراف:آية 164 

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.

      يا أبناء الإسلام!

      في خضم هذه الأحداث الجسام، التي تمر بها أمتنا المصرية المسلمة، والتي تعصف بأبنائها منذ عام كاملٍ، لم نر فيه إلا خيانات، وتراجعات، ومحاولات مستميتة لوأد صحوة الشعب المصريّ، وتحويلها إلى تغيير موضِعيّ على أقصى تقدير، يُبقى هيكل النِظام الفاسد العميل بلا مساس، ويعتمد سيطرة العسكر، لفترة غير محددة، على القرارات السيادية لهذا الوطن، مقابل صعود بعض القوى التي لبست لباس الإسلام لتحصد به الأصوات، وتآمرت مع النظام الساقط لتضمن عدم التعارض، ولو على حساب الله ورسوله ودينه، فقد وجد أبناء التيار السني لإنقاذ مصر أن السبيل القويم للإعذار إلى الله مما فعل هؤلاء الذين يشرون الحياة البرلمانية بالآخرة، أن يوجه الشباب المسلم إلى أن يقول كلمته عالية مدوية في 25 يناير 2012، وأن يستدرك ما فاته من هذا بفعل خيانة تلك القوى التي استغلت عاطفته من ناحية، وفتاوى عملاء النظام من ناحية أخرى، لتطويع قوته في خدمة النظام البرلماني شبه العلمانيّ، الذي لا يخدم إلا أصحابه.

      إن الصمود في وجه هذه الخيانات والتآمرات التي أصبحت أوضح من أن يُستَدل عليها، هو فرض عين على القادر المكلف؛ إذ إنّ الإسلام هو دين الغالبية الساحقة من أبناء هذا الشعب، مما يجعل القدرة متوفرة على التغيير، إن صلحت النية وصحّ القصد، وهو ما تعرت عنه جهود تلك "القوى السياسية". هؤلاء الذين يرتدون مسوح الإسلام فيما يسمى ببرلمان الشعب، إنما هم جزء من منظومة الفساد التي أجبرها الشعب على الإختفاء وراء لحى مصطنعة، لن تقوم، كما صرح به قادتها، بطرح التصور الإسلاميّ الصحيح الخالص؛ بل ستحافظ على المنظومة القانونية والدستورية التى حكمت مصر على مدى الستين عاماً القادمة. بل إننا لا نحسبها ستلغى قانون الطوارئ نهائياً، حيث سيتحايل هؤلاء المشرعون الجدد بسن قوانين استثنائية تعمل على المحافظة على مصالحها وتكميم أفواه معارضيها، كما كانوا يفصّلون القوانين خدمة للعهود السابقة.

      الهدف، يا أبناء الإسلام، هو إرضاء الله سبحانه وتعالى أولا، فإن الله سبحانه يقول "وَقُلِ ٱعْمَلُوا۟ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَـٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" التوبة 105. ثم إقامة الحجة على أهل هذا الزمان، من المتراجعين المتخاذلين، المتمحكين بدواعى المصالح والمفاسد، يحددونها بعقولهم المنحرفة عن السنة، وتصوراتهم المشوبة بالبدعة: وضمائرهم المدفوعة بالهوى.

      ونود أن نوجه أبناء الإسلام أننا لا نسعى إلى خراب مؤسسة أو هدم بناءٍ أو حرق وطن؛ تلك إدعاءات السلطة العسكرية المسيطرة الغاشمة، تُخوّف بها أبناء شعبنا! وتلك هي دعوى من رضوا بالعَظْمة! التي ألقتها لهم تلكم السلطة العسكرية المسيطرة الغاشمة، فباتوا يلبسون مسوح الحُكام ظاهراً، ويحيون حقيقة العبودية باطناً.

      نحن لا نقبلُ بحلول الوسط، حين تكون القدرة على التغيير متوفرة؛ والوسط الذي يدعوا إليه هؤلاء هو الوسط بين الإسلام والعلمانية، الوسط بين السنة والبدعة، الوسط بين الحق والباطل، وإن حاولوا خلطه في أذهان العامة بالوسط الذي أشار اليه رب العالمين في وصف الأمة أنها "أمة الوسط"، إذ أمة الوسط هي التي تتوسط باطلين، لا تتوسط حق وباطل!

      "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ" البقرة: آية 143اخرجوا يا أبناء الإسلام في ذلك اليوم، لا لتحيوا ذكرى عام مضى، فالذكرى تصلح لمن مات وانقضى، ولا للإحتفال، فالإحتفال يكون لمن أدرك غايته ووصل المآل!..

      ولكن اخرجوا لتكملوا مسيرة قَطعَها عليكم تحالفٌ عسكريّ وقوى سياسية تؤازه، ولتتموا ثورة سرقتها منكم فلول دينية وسياسية، أظهرت دعوة الإسلام، وأبطنت الإنحراف عن النهج القويم.

      إن هؤلاء القابعين تحت قبة البرلمان، قد تركوا الساحة للعسكر ليفعلوا بكم وبالشعب، كل ما رأيناه من قمع وقتل، واعتقال وسحل، لم يرفعوا بالحق صوتاً، بل صمتوا صمت أصحاب القبور، ثم حين نطقوا نطقوا كفراً بأهدافكم، فأعلنوا أن مرادهم هو الدولة الديموقراطية الليبرالية، التي لا يشغل الإسلام منها إلا حيز "عدة مبادئ عامة كبرى قليلة جدا، كمصدر من مصادر تشريعكم، لا كمصدر أوحد كما أراد الله سبحانه"، كما عبّر كبيرهم الذي يقود مسيرتهم السياسية، عليه من الله الخزى والعار.

      اخرجوا يا أبناء الإسلام، لتدعوا إلى دولة "لا إله إلا الله" لا دولة أولياء العسكر، فهي دولة نفاقٍ وخلط، لا علاقة لها بتوحيدكم ولا بسنة نبيكم ولا بنهج سلفكم الرشيد.

      وعلى قدر إخلاصكم، ونصركم لربكم يوفقكم في دنياكم وأخراكم "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" سورة محمد: آية 7

      بارك الله فيكم وسدد خطاكم

       الأمين العام

      الشيخ د.طارق عبد الحليم

      الأمين العام المساعد

      الشيخ د.هاني السباعي

      الأمانة العامة للتيار السني لانقاذ مصر

      22 صفر 1433هـ الموافق 16 يناير 2011

      http://www.tayarsunni.com/index.html