فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      قصف الديموقراطية

      بقلم رؤوف عبد الكريم

      الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في الملك والحكم وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً".

      أما بعد فيمر المسلمون اليوم بأيام عصيبة وفتن عظيمة وإبتلاءات تشيب لها الرؤوس، فاليوم فتح أهل الكفر جبهة أخرى لقتال المسلمين في غزة. فبينما يقصف أهل غزة العُزَل يحاول العرب الإختباء وراء مزاعم الخيبة، فمنهم من قام بإلقاء اللوم علي أهل غزة لما يصيبهم من دمار، ومنهم من أرسل مساعدات متأخرة، ومنهم من إختبئ وراء "المشاركة في إجتماع القمة الخبيثة"، ومنهم بالطبع كعادته من تواطئ وتآمر مع العدو المعتدي.

      المهم أنه حتى الشريف من العرب إعتقد أننا في مأمن من الغرب الكافر إذا ما سلكنا سلوكهم "الديوقراطي" في الإنتخابات، و إعتقد بعض السذج، الجهلاء بالتاريخ، أن الغرب "الديوقراطي المتحضر" قد يحترمهم ويعاونهم إذا طبقوا مراسم الديموقراطية الكاذبة في إختيارهم لحكامهم، وقد تناسوا الحروب الصليبية التي إمتدت لأكثر من 1000 سنة، والتي أقيمت لقمع وإذلال وسلب كل مسلم من دينه وأرضه وماله، ثم لحقتها الإعتداءات التي أودت بالخلافة العثمانية وإحتلال بلاد المسلمين لمئات السنين من بعدها وتركت من ورائها الجهل والتخبط والضياع. وأحب أن أُذَكِر هؤلاء الغافلين أن رجالنا آنذاك كانوا يلتحقون بالجيوش المحتلة ويدينون بالولاء لهذه الدول المحتلة الكافرة ويحاربون ويقتلون إخوانهم المسلمين في بلدان أخرى تحت الإدعاءات الوظيفية الباطلة التي لن تعفيهم من الحساب. مثلهم اليوم مثل الحكام الخونة "الإمَّعَة" الذين يلبسون رداء الوطنية ويتظاهرون بالولاء للعروبة وهم أكفر وأخون أهل الأرض.

      ولو تَمَعَّنا في مأساة المؤامرة الدنيئة التي إستهدفت قتل إخواننا وأخواتنا في غزة بما حدث لمسلمي أفغانستان والجزائر والصومال حينما إختار الشعوب المسلمة حينذاك أحزب إسلامية تدعوا للحكم بشرع الله تعالى، فقامت الدنيا و لم تقعد، وتظافرت الأيدي الخائنة، وإتحد المرتدون من العرب مع كفار الغرب والشرق، وتآمر الجميع لتنفيذ خطة تحقق ثلاثة أهداف:

      الأول: ضرب مسلمي هذه الشعوب وتجويعها والتمثيل بها حتى ترجع عن إختيارها الأول لأحزاب إسلامية تدعوا للحكم بشريعة الله، وحتى يكون الدرس عظة لعدة أجيال من هذه الشعوب وللشعوب المسلمة الأخرى في بقاع الأرض المختلفة،

      الثاني: إفشاء الفتنة بين فئات هذه الشعوب المختلفة حتى يقوموا على بعضهم، مع إشراك بعض هذه الفئات في المؤامرة أو في جزءٍ منها ومساعدة الفئات المتناحرة وبالأخص أكفر هذه الفئات وأكثرها ميلاً للخيانة لتمييع القضية، ومن ثم إضلال عامة الشعوب وإجبارهم على التخلي عن إختيارهم الأول لدولة إسلامية تُحكم بالشرع، والإستغناء عن الكفاح المسلح والإكتفاء بالهدوء المُذِل،

      ثالثاً: إنتقاء أكفر هذه الفئات وأخونها لله تعالى ولدينه الحنيف، سواءاً من الأحزاب التي كانت تحكم من قبل مثلما حدث في الجزائر والصومال، أو تنصيب حكومة كافرة جديدة على الحكم مثلما حدث في أفغانستان والعراق.

      ولم يكن الهجوم الشرس على غزة ومن قبلها أفغانستان والصومال ولا المجازر في الجزائر، لم تكن لردع المقاومة أو لضرب "بؤر الإرهاب"، بل كانت كل هذه الحكومات منتخبة من شعوبها وسط رقابة دولية صلرمة ومتأهبة. ولم يكن هناك مقاومة مسلحة من الآصل، فلم يكن هناك حاجة للمقاومة ولا داع. بل وقد إعتدى الكفار من قبل على ديار المسلمين وشعوبهم من دون وجه حق على الإطلاق، كما حدث في العديد من الدول الإفريقية التي تم سرقتها بالكامل و قتل الرجال وإغتصاب النساء وسرقة الأطفال لإستعبادهم في أُوربا وأمريكا، ولم يكن هناك جهاديٌ واحد آنذاك. فكانت أفريقية قبلها تسمى بالقارة المسلمة، والآن معظم الأفارقة على ملل من الكفر والشعوذة.

      وهناك دليل أخر على التطهير العرقي في البوسنة والهرسك وكسوفو وشيشنيا، حيث قام الصليبون باستحياء وإغتصاب وقتل جماعي للمسلمين بينما حوصروا ومُنِع عنهمالمال والعتاد و ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم، و استمر الحصار مع القصف على مرأى ومسمع العالم لسنوات عديدة، حتى ذهب المسلمون العرب لنُصرتهم. فلو حاولت معرفة سبب هذا القتل والهرج لما وجدت له داعياً إلا لتصفية المسلمين. ومع ذلك فحينما بدأ الجهاد الإسلامي في هذه المناطق إنهارت الأليات العسكرية للكفار.

      وتتساوى أحزاب الكفر والخيانة في جرائِمها بقتلها لشعوب مسلمة سنية لمجرد إختيارها أن تُحكم بشريعة الله تعالى وسنة رسوله الكريم، صلى الله عليه وسلم، سواءاً صُنِفَت هذه الأحزاب بالعلمانية أو بالشيعية، لقوله تعالى: "ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ‌ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلطَّـٰغُوتِ"، وليعلم هؤلاء الخونة القتلة أن حسابهم في الدنيا فد يأتي قبل موتهم فيعاقبوا لجرائمهم مرتين، في الدنيا على أيدي المؤمنين وعند الله لقوله: "وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنً۬ا مُّتَعَمِّدً۬ا فَجَزَآؤُهُ ۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدً۬ا فِيہَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُ ۥ وَأَعَدَّ لَهُ ۥ عَذَابًا عَظِيمً۬ا".

      أما عن الدرس المستفاد من هذه الإبتلاءات هو أن نعلم "أن العِزَة لله جميعا" و أن من أراد أن يكون من المؤمنين فليجدد نيته وأن يجعل عمله شهيداً على نيته، غير الذين وصفهم الحق سبحانه بقوله: "أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّـٰغُوتِ وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِ"، ونعلم أنه ليس لنا خير بديل عن شرع الله كما في قوله تعالى:" فلا وَرَبِّكَ لا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لا يَجِدُواْ فِىٓ أَنفُسِہِمۡ حَرَجً۬ا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمً۬ا". فيا إخواني وأخواتي الكرام لقد خَلَقَنا اللهُ تعالى عبادا، فإما أن نعبد الله فنحيا على سنة محمد صلى الله عليه وسلم ونُرضي ربنا، أو أن نَعبُد غيره فنعيش أذلاء ونُغضب الله ونموت ميتة الجاهلية.

      أليس من العار والخزي أن يتآمر فرعون مصر الغير منتخب مع أخيه محمود عباس ألغير منتخب أيضاً لمساندة العدو الصهيوني في محلولة لإبادة الشعب المسلم الحر في غزة؟

      ولو توافقت مصالح فرعون وعباس مع مصالح الكفار المجرمين منأمريكا و إسرائيل وحلفائها، أفليس من العار و المذلة أن يقف الجيش المصري ولا يدافع عن المواطن المصري الحر المطالب بمساعدة إخوانه في غزة من قمع وسفح الشرطة المصرية؟

      وأين سيذهب هؤلاء الشرطة حين تُغزى مصر كما غزيت من قبل وكما تُغزى غزة الآن؟ ألن يحتاجوا لحماية الشعب؟ أوَ نسو ما حدث لهم في غزو 1956 و1967؟

      ويجب أن نسال هذا العميل السفيه محمود عباس الساكن تحت الإحتلال الصهيوني وخادمه، لماذا تحاول الإيقاع بغزة الحرة كي تصبح محتلة؟ أليس من السفاهة يا عميل العار أن تحارب أنت والخائن دحلان لنصرة الصهاينة على المسلمين الأحرار؟

      ونسأل باقي الحكام العرب الراقدين على وسائد الخزي، أو لم يحن وقت الهروب بالبلاين التي سرقتموها من شعوبكم وقبل أن تنحيكم الشعوب وتحاسبوا على جرائمكم من السرقة والنهب والإغتصاب والخيانة وتعذيب المسلمين؟

      وأخيراً نتوجه للشعوب العربية المسلمة أن تنهض من رقدتها وأن تنفض أردية الذل والمهانة وأن تعزل هؤلاء الحكام الخونة المرتدين وأن تنصر إخوانهم المسلمين وأخواتهم المسلمات وتخرجهم من تحت شباك الظلم والقهر.

      وليعلم الأُخوة والأخوات الذين يظنون بهؤلاء الحكام الخونة الكفرة خيراً، وخاصة بعد ما انسدل عنهم ستار النفاق وفُضِحوا بل وصَرَّحوا بكفرهم وولائهم للكفار، فليعلموا جميعاً أنها حجة الله البالغة التي لا يزيغ عنها إلا أحمق هالك. ولتعلم الشعوب المسلمة أن للعزة والكرامة ثمن، لا ينالوها إلا بعد دفع ثمنها، فلنطيح بحكام الخيانة والكفر، ولنقوم ولو بخطوة لتحرير أنفسنا وأهلينا من المهانة والذُل، ولنترك للأولادنا أُسوة يقتضوا بها ويدعون الله لنا بها.

      فيا أيها الأخوة والأخوات لتكن هذه دعوانا لهذا العام الهجري الجديد، لن نرتضي لكافر خائن أن يحكمنا، ولن نرتضي أن تكون حياتنا تحت راية المهانة والمذلة، وسنتخلص بأمر ربنا من الخونة الكافرين، وسنعاون إخواننا وأخواتنا المسلمين للخروج من الإحتلال، و سنتصدى بإذن الله بأموالنا وأنفسنا للمعتدين، وسنعِد أنفسنا ليوم نلقى الله تعالى رحماء بالمؤمنين أعزاء على الكافرين كما ارتضى لنا وكما كان عليه رسولنا الكريم صلىالله عليه وسلم: "لقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة".

      وأخيراً نسأل الله تعالى بإسمه الأعظم أن ينصرنا على أئمة الكفر وأن يحيَ فينا مشاعر العِزة والكرامة والشجاعة وأن يأتينا القوة والصبر وأن يثبت أقدامنا وأن يزلزل أعدائنا وأن يبعث فينا أصلحنا وأتقانا، آمين.