فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      رسالة قيّمة من ابن عزيز

      وصلتنى هذه الرسالة المعبرة من ابن عزيز في مصر، لم أذكر اسمه احتراماً لخصوصياته. وهي تتحدث عن نفسها، وتبين لوعة الجيل الحاليّ، وبحثه الدؤوب عن الحق، وهي كذلك، تعطى أمثالي، ممن باتوا على شفا نهاية العمر، دافعاً للإستمرار في الحديث والبيان، مهما كلف الأمر، فإن واحداً من ابنائي كهذا العزيز، لا يساويه جبل من ذهب، إلا رحمة من الله يوم نقف بين يديه. وسنستجيب لطلبه إن شاء الله

      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :

      الشيخ طارق عبد الحليم، تحية لك طيبة من القاهرة :)

      أما بعد،،
      فهذه رسالة اشتقت أن أرسلها إليك، هى من أحد أبنائك..و ليس هذا بداية مديح أو مجاملة بل هذا ما أشعره معك حقا...
      سبحان الله العظيم، عجيب هو الحب فى الله! فقد أحب أحدا (و أنت منهم) و لم ألتق بهم مرّة واحدة!...هذا الحب الذى أعبر عنه الآن عبر الإشارات الإلكترونية ! و يعبر الألياف الضوئية...حب فى الله يصلنى بك عبر الأثير...و لعلّى لا يسعنى إلا أن أتذكر من السنّة المشرّفة قول سيد ولد آدم عليه الصلاة و السلام "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما..." و الحمد لله رب العالمين...
      لقد تعرّفت على فضيلتك من خلال كتاباتك لا أدرى أقبل الثورة بفترة قصيرة أم بعدها مباشرة، لا أتذكر الآن!! و نحن نمرّ بأحداث جسام، تنسى تفاصيل كثيرة حقا! بل إن تسارع الأحداث صار فوق مستوى العقل الواحد أن يحيط به و يستوعب التعقيدات الصعبة و التشابكات "المخيفة"...المهم أننى تعرفت على فضيلتك و على الشيخ الدكتور هانى السباعى - حفظه الله و أكرمه - فى وقت واحد تقريبا، و قد جذبنى فى البداية قوة الشيخ هانى و إفحامه لأعداء الأمّة من خلال محادثات أو مداخلات أو كتابات...ثم تواصلت مع موقعكم الخاص بعد ذلك...استشعرت غيرتك الشديدة على الدين و لاحظت "توترك الزائد"و حزنك الباكى على أمّة المسلمين المنكوبة شرقا و غربا... و كذلك الشيخ هانى السباعى...و لا أخفى عليك أن هذا قد أثّر في نفسى و وجدانى كثيرا جدا ! فإنى - و الله تعالى أعلم - أكاد أرى ما تعرضتم له على مدار عقود من حمل لهم هذا الدين...و دعوة فى سبيل الله تعالى...و صبر...ثم ظلم و مطاردة ! من أئمة الكفر أعداء الدين الخائنين...الذين شردوا الدعاة إلى الله المجاهدين فى سبيله كل مشرد...و طردوهم من بلادهم و حاصروهم !! و إنا لله و إنا إليه راجعون !هذا أقوله و أنا ابن أربع و عشرين عاما...لم أعش هذه العقود الحزينة...الكئيبة و التى شتت رجالا و حق فيها قول رسول الله صلى الله عليه و سلم "فتن كقطع الليل المظلم"...أقول هذا لأننى استغربت كثيرا عندما تعرفت على فضيلتك و على الشيخ هانى و علمت أن أحدكما فى لندن و الآخر فى كندا !! يا الله !! لماذا حرم جيلى من أن نستمع لكم ؟ لماذا عشنا زمانا زوّر فيه كل شىء..حتى الدعاة إلى الله، فلم نر من العلماء إلا أقل القليل أو لا أحد ! و لم نعرف عن ماضينا إلا أنيس منصور و توفيق الحكيم أو من هو حتى أحقر من هذا بكثير ؟؟!! لماذا عرفنا جيفارا بل و عرفنا نجوم الموسيقى العالمية و لم نعرف القائد خطّاب ؟؟!! كيف ارتضى المنافقين أن يكذبوا على المسلمين هذا الكذب الشنيع !! عليهم لعنة الله إلى يوم الدين!
      تأثرت أيضا لأننى تذكرت العالمانيين الكذبة الذين اتهموا الإسلاميين زورا و بهتانا أنهم "أين كانوا ؟؟!" و متى وقفوا ضد الطغيان !...لا و الله بل هم مارسوا "التنوير" المزعوم دائما على حجر الحكومة! كما قال الأستاذ عبد الحميد كشك رحمه الله...أما الإسلاميون فقد لاقوا حربا كافرة اجتمعت فيها الشياطين مع أوليائهم من الصليبيين و اليهود و المنافقين المرتدين من بلاد المسلمين و الطواغيت حثالة البشر...جاهدوا فمنهم من لقى حتفه و منهم من عذّب و منهم من شرّد....و إلا فمن يعرف من شباب جيلى عن الرجال المجاهدين فى أفغانستان و غيرها الذين تتبعهم الهالك مبارك و شردهم و نسائهم و أولادهم - عليه لعنة الله -...و من يعرف مئات و آلاف المسجونين من البسطاء و غيرهم الذين سجنوا فى سبيل سنّة ظاهرة ! أو كلمة عن فلسطين أو البوسنة !...و قد عشت - أنا فى سنة أولى كلية - كان عميد الكلية - عليه من الله ما يستحقه يدخل قاعة المحاضرات يرغى و يزبد أن قام أحد طلبة الإخوان يقرأ شيئا من القرآن قبل المحاضرة...و يطرده و يسبّه !و لا ريب أن هذه الفتن العظيمة ثبت فيها من ثبّته الله و بدل و غيّر من سبقت عليه الكلمة..
      هذه خواطر قليلة و لا أريد - شيخى الكريم - أن أطيل عليك و الله..

      بالمناسبة أنا خريج كلية العلوم، قسم الكيمياء و البيولوجيا...
      رغم أننى لم أكن يوما عضوا فى الإخوان، أو حتى مع التيار السلفى بشكل حركى...إلا إننى ذو توجه إسلامى منذ سنوات...رحلتى القصيرة مررت فيها بأكثر من مرحلة...حيث لم بدأت فى الثانوية العامة مرتبطا بأحد أصحابى الذى كان من أسرة طيبة و على قدر من الدين و الخلق...تأثرت به و كان حافظا لشيء من القرآن و الحديث فى مسجد مصطفى محمود فى حى المهندسين..و شجّعنى أيامها على الحضور للأستاذ عمرو خالد...الذى كان أيامها طوق نجاة لكثير من الشباب - أيّا كان حجم اختلافنا معه، و لا شك أن من أهم أسباب انتشار محاضراته و التأثر الشديد آنذاك كان (قصور) الخطاب الدعوى للحركة السلفية فى النفاذ إلى قلوب الشباب - و هذا ما أدركته بعد ذلك - و التضييق على الإخوان من ناحية أخرى...و قد تناسب هذا مع التدين المعروف للمصريين و إقبالهم على الإسلام..
      ثم بعد ذلك كانت المرحلة الفارقة بالتعرف على الدكتور الفاضل راغب السرجانى، الذى كان سببا - بفضل الله - فى نقلة نوعية بالنسبة لى تناسبت مع بداية نضج مع دخول الجامعة...و قد أدهشنى بخطابه الراقى جدا ! و موسوعيته الحقيقية! و غيرته على قضايا الأمة...أكرمه الله و زاده علما و نفع به...و قد عرفت من أخى أنه تعرّض للضرب المبرح فى أمن الدولة أيام المخلوع ! و هو الشيخ الذى تعدى الستين و حاصل على دكتوراة فى الطب بدرجة امتياز فضلا عن العلوم الشرعية، و إنا لله و إنا إليه راجعون...أسأل الله أن ينتقم منهم انتقاما عظيما !
      عرفت أيامها الشيخ حسّان و أبى إسحاق إلا أننى لم أشعر بالألفة مع خطابهم الدعوى أبدا...رأيى أن تربيتهم و نشأتهم الريفية أثرت كثيرا...فلم يتسم بالمرونة اللازمة...و التواصل المطلوب لاجتذاب قلوب و عقول الشباب فى القاهرة رغم -انتشار خطبهم بالطبع- على الأقل فى مستويات اجتماعية بعينها...
      بقيت فى رحلتى البحثية أقرأ الكتب - و أنا قارىء نهم - و إن أعاقتنى الدراسة الجامعية المزعجة كثيرا للأسف...و أتعلم من الشيخ راغب حتى تعرفت بعد ذلك على شيوخ المدرسة السلفية فى الأسكندرية و التى كانت أهم محطاتى الفكرية فى التوجه الإسلامى...و شعرت أننى أخيرا تعرفت على الدعاة الذين تمنيت العثور عليهم :)) و تعرفت أيضا على الشيخ الفاضل محمد عبد المقصود...مع العلم أن الشباب من سنى لم يعرفوا الشيخ محمد عبد المقصود إما مطلقا - أو بعد الثورة - و إما من خلال المحاضرات المسجلة فقط...و هذا لما تعرّض له من مجرمى أمن الدولة من المنع التام من الحديث ثم السجن..و لا حول و لا قوة إلا بالله...
      لا أخفيك يا شيخ طارق أن الشيخان محمد إسماعيل المقدم و الشيخ محمد عبد المقصود كانا لى من الملهمين الذين تعلمت منهم كثيرا...و رغم ما يحدث هذه الأيام من "غياب" للشيخ المقدم عن الساحة...و خذلان من الشيخ عبد المقصود - هداه الله و غفر له!
      إلا أننى لا أستطيع أن أحمل لهم ضغينة...أسأل الله الهداية لنا جميعا...
      فقد تعلمت من الشيخ محمد اسماعيل "قيما" أهم عندى من علم شرعى بحت أو متون من هنا أو هناك...و أنا بالمناسبة لست مواظبا على علم شرعى ما...
      تعلمت منهم فقه الخلاف فى وقت كان الخطاب السلفى عقيما، يتسم بعدم المرونة و الجمود الذى وصل أصحابه إلى خيانة الأمانة العلمية أحيانا مقابل نصرة رأى فقهى معين !
      تعلمت منهم سعة الصدر...و حسن الخلق...و الرفق فى الدعوة..تعلمت منهم و الشيخ سعيد عبد العظيم أيضا شمولية النظرة...و أنه ليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه، و أن مصلحة الدعوة قد تتحول إلى صنم يعبد من دون الله!...و أهمية التوافق مع التيارات الجهادية و الإخوان و غيرهم رغم اختلاف الاجتهادات...و كيفية استثمار هذا الاختلاف...تلقيت من الشيخ محاضراته عن رجال الدعوة و الجهاد فى ماضينا المشرّف...و عدم "شخصنة" الدعوة و غير ذلك...أسأل الله أن يجزيهم عنّا خير الجزاء و أن يغفر لهم أخطائهم فى اجتهاداتهم فى أمور شتى...

      ما أسرده لك الآن يا شيخ طارق هو تسلسل زمنى لتواصلى مع مجموعة من المشايخ و الدعاة...إلا أن أحد أهداف هذا السرد هو الوصول لنقطة "الصدمة" أو الإفاقة الفكرية أو "الثورة"...التى أربكت هؤلاء المشايخ تماما !! بل و أربكتنا معهم..حيث لم أتفهم كيف يفشل هذا التنظير و هؤلاء الذين قضوا عمرهم فى الدراسة و الدعوة حتى تعلم على أيديهم جموع غفيرة من الشباب و الكهول...كيف يفشل هذا "الفقه" و التنظير فى مواكبة الأحداث بهذا الشكل المفزع !!...و كأنهم لا يبصرون...أفضلهم حالا - فيمن ذكرتهم - بعد الشيخ عبد المقصود الذى هرول إلى الثورة - كان الشيخ المقدم الذى مدح الثوار فى مؤتمر حاشد أثناء الثورة فى الأسكندرية و قال فيهم بيانا رائعا ! إلا أنه لم يجهر للناس رغم هذا " أن انفروا خفافا و ثقالا" ! و قد عرفت أنه كان يرى النزول بكل قوة إلا أنه نزولا على رأى (شورى!) بقية المشايخ فى الأسكندرية سكت عن هذا و كان تواصله فقط فرديا مع الشباب الذين يتصلون به!...
      حدث ما حدث و أنا أتفهم أنهم أشد الاختلاف عن المداخلة الأوغاد الجهلة السفهاء الذين نقموا على الثورة !! بل إنهم فرحوا بها فرحا و قد شارك كثير من شبابهم فيها مهما حاول الإعلاميون الكذب عليهم!..و ظننت أنهم قد تداركوا أمرهم...ثم إذا أن الثورة المصرية ليست هى كل شىء و إذا بقدر الله الحكيم العليم أن يمحص الذين آمنوا ! و أن يميز الخبيث من الطيب...
      فتمر الأيام و نحن نواجه أصنام مبارك الفجرة الكذابين - لعنهم الله...
      و إذا بمواقف الإسلاميين كما تعرف فضيلتك و تكتب و تفصّل منذ شهور - أكرمك الله و زادك علما و بصيرة....


      * أولا : لم أتخيل لحظة قبل ذلك أن الإخوان المسلمين على هذا القدر من الضلال !!!! أى و الله !!
      الغريب يا شيخنا أننى لا أجزم أنهم جميعا خبثاء...بل ما يظهر أنهم لا يحسبون أنفسهم خونة للثورة ! فضلا عن خيانة الدين!! بل إن كثير من شبابهم الضال يفرحون بأخبار من نوعية "أن الأمريكان يرحبون بالإخوان" مثلا !! و يحسبون هذا التمكين! و وعد رب العالمين للمؤمنين !! و بعضهم يتفاخر بما وصلوا إليه فى تونس و المغرب !! و تركيا و ماليزيا !!
      و أنا احترت فيهم حقا هل يكون قادتهم بهذا الخبث العظيم ؟؟ و هذه النفعية البراجماتية المقيتة ؟؟ فهذا إذن و الله شرك و نفاق !!
      أم أنهم غاب الحق عنهم و أعماهم الله و هنا أيضا السؤال...ما السبب فى هذا ؟؟ كيف هم لا يميزون بين الحق و الباطل، و كيف يقرؤون القرآن فى صلاتهم ؟؟ كيف إذا سمعوا آيات الله غفلوا عنها بهذا الشكل ؟!
      و هم على خيانتهم الشنيعة للثوار - وحسبنا الله و نعم الوكيل - بل و ما ظهرت رائحته من اتفاق مع العسكر و الأمريكان فيما يشبه النظام الباكستانى أو التركى أو مثل هذا - وما فى هذا من طامة و قد علم القاصى و الدانى خيانة العسكر و عمالتهم و ربما كفرهم !
      هم على هذا ترى من شبابهم من يهتف فى الانتخابات "هى لله هى لله لا للمنصب و لا للجاه" !! أو "قادم قادم يا إسلام..حاكم حاكم يا قرآن"

      !! ما لهم إذن كيف يحكمون ؟؟ بل إن السفيه عصام العريان شاهدت له هذا الفيديو  http://www.youtube.com/watch?

      v=LxF7WhCenIE&feature=share  !! كيف يتحدث عن التحرر الوطنى إذن ؟ هل نحن نظلمهم ؟؟ هل هو ضال أم كذاب أشر ؟ لما يتخلون عن الثورة إذن ؟ لما تناسوا ما كتبه حسن البنا - رحمه الله - و المستشار على جريشة و فتحى يكن -رحمهم الله- و غيرهم عن الجهاد كواحد من أسس الجماعة ؟؟ كيف غرتهم الأمانى ؟ و نسوا العدو من الصديق!

      و بالمناسبة الحديث عن صفقة عمر سليمان التى أبرموها لكى تكون "نصف ثورة" يتزايد....

      **ثم يأتى السلفيون الذين لا يختلف حالهم كثيرا...إلا أنهم يتشدقون بتطبيق الشريعة !! و أنا لا أدرى و الذى لا إله إلا هو اى شريعة هذه  التى يقيمها العسكر !! كيف نسى أمثال البرهامى آيات الجهاد !! إنهم يتأولون كل شىء يا مولانا !! لصالح فكر المصالح و المفاسد و درء الفتنة و ما إلى ذلك !! لماذا إذن يتهمون العلمانيين أنهم يؤمنون ببعض الكتاب و يكفرون ببعض ! فهم و الله قد آمنوا أو فهموا بعض القرآن والسنّة و أعرضوا عن بعض، أى و الله!
      شاهد هذا للشيخ أحمد فريد   http://www.youtube.com/watch?v=ghPfarAVUJA
      أو انظر هذه المهزلة الشنيعة و الفضيحة للشيخ حسان !!!! يتحدث عن علاقته بالأمن !! لا أدرى هل التسجيل أصله قبل الثورة أم بعدها و لن يصنع ذلك فارقا !!
      http://www.youtube.com/watch v=CVirQLdBD10? 

       هذا هو مبلغهم من العلم و حسبنا الله و نعم الوكيل...

      الصدمة يا شيخ هو كيف أن حفظ المتون و الأحاديث و العلم بدقائق الشريعة...و المرور بتجارب تاريخية و حفظ التاريخ القديم..كيف لا يوصل صاحبه إلى شيء ؟؟ كيف يضل صاحبه بهذا الشكل ؟؟

      ** المشكلة يا شيخ طارق أن هذا أساء إلى التيار الإسلامى كثيرا خصوصا بين الشباب...و أنا أخشى أن هذا قد يضيّع من الشباب القدوة...صحيح أن ثورة يناير المجيدة قد صنعت شبابا بدأ يبحث عن ذاته من جديد...و يحطم الأصنام، و أنا أعرف شبابا رائعا عسى ألا يتلوث بإذن الله تعالى :(

      لقد بدأ الشباب يستخرجون كتب سيد قطب - رحمه الله، و يعرفون من لم يسمعوا عنهم قبل ذلك إلا كونهم إرهابيين مثل الشيخ عبد الله عزام...و امتلأ العالم الافتراضى على الإنترنت بكتب هؤلاء و أمثالهم و أقوالهم...صحيح كل هذا مبشر بخير فقد بدأنا نتعرف على ذاتنا من جديد يا شيخ طارق...تعرفت أنا مثلا على الشيخ حافظ سلامة - حفظه الله من مدينة السويس...هذا المجاهد الجبل قائد المقاومة الشعبية و صاحب النشاط الدعوى...و هو هو من زار ليبيا أثناء القصف! و قد تجاوز الثمانين من العمر...و كان له دوره فى السويس أثناء الثورة...
      عرفنا سعد الدين الشاذلى بطل حرب أكتوبر رحمه الله تعالى رحمة واسعة...و غيرهم.
      إذن ما أريد ان أقوله أن جيلنا بدأ (يبحث عن ذاته و يحطم الأصنام...كل الأصنام و الأوثان !)...إلا أن هذا ليس تعميما للأسف ففى المقابل هناك كثير من الشباب ممن لا هم لهم إلا سب الإسلاميين بكل قبيح...و قد أسهم ما فعله الإسلاميون فى زيادة هذه الموجة المشؤومة من الإعراض عن الدعوة و معانى الشريعة و أحكامها...و بالطبع تعلم ما يقوم به الإعلام المرعب الشنيع من مسح للعقول و صد عن سبيل الله و نشر للكفر البواح...أذلهم الله..فالتحديات كثيرة...و الخوف على مستقبل الدعوة كبير...

      و أهدى لك هذا المقطع الرقيق من أحد دروس الشيخ المقدم بعد الثورة

      http://www.youtube.com/watch?v=z7d95fPdwI0

      فى نفس الوقت بدأ "الصف" السلفى فى التصدع، و أعرض كثير من الشباب عن "فتاوى" شيوخهم العجيبة ! و تغير الشكل تماما...رغم بقاء الكثيرين أيضا على ما هم عليه من اتباع المشايخ فى كل صغيرة و كبيرة...و اعتبار أنهم من الخواص من أهل العلم يفتون فى أحوال الأمة و الأحداث و السياسة جميعا !! شباب الجبهة السلفية و المرصد الإسلامى و ائتلاف دعم المسلمين الجدد و غيرهم من الشباب أصحاب الفكر الحر صار صوتهم مباركا، و مواقفهم محمودة...أسأل الله لهم الثبات...

      ** رجلا كالدكتور محمد على يوسف و هو طبيب أسنان، و أحد رجال الدعوة فى المنصورة، و أحد أمناء حزب النور، كان مثالا مشرفا فى الفترة السابقة - و لا يزال - على فقه المرحلة و البصيرة...أحبه كثيرا فى الله...و فى مرة ذكرت فيها اسمه فى أحد مقالاتك بخير، أصيب بالإحراج و قال " والله أنا أفخر بأن ذكر عالم كالشيخ طارق اسمى المسكين"...و إن كان مهذبا و هادئا و لا يحب أن يذكر المشايخ بسوء تورعا منه، لكنه دائم الانتقاد لمواقفهم...داعما للشيخ حازم..مرابطا فى التحرير...
      كذلك الشيخ صفوت بركات ينشر بعض مقالاتك مثل "الرد على الشيخ عبد المقصود" و أيضا قال للشباب أنا لست راضيا عن ذكر الشيخ طارق لإسمى فهو عالم جليل و يرد على شيخ كبير و أنا لست ندّا لهم"...

      هكذا فالساحة مليئة بالزخم الفكرى و أكثر من هذا بكثير و لكن لا أقدر على ذكر كل شىء...و أنا نفسى لا أقدر أصلا على التواصل مع الأحداث بالقدر الكافى لشدّة تسارعها و انشغالى فى العمل و الدراسة و غير ذلك...


      **
      ما أخشى على الشيخ حازم أكثر من محبته للم الشمل و احترام إخوانه من الإخوان و السلفيين و غيرهم...فأخشى أن يخدعوه أكثر من هذا، و هو ما زال معوّلا عليهم !
      صحيح أنه هناك ما لا يعرفه إلا المقربون من الأحداث و الشيخ مثل - مثلا - أن الشيخ محمد اسماعيل يتصل بالشيخ أبو إسماعيل باستمرار ليثبته - ولله الحمد - و هو - محمد اسماعيل - يقول فى محاضراته عن حازم أنه "كنز استراتيجى" كما ذكر لى أحد الأخوة :)
      إلا أن المشهد ما زال مخيفا و لا أرى أن الشيخ حازم قد أدرك خيانة الإخوان كاملة و مدى ما قد يلحقونه من ضرر بالزخم الثورى المأمول الفترة القادمة...

      **

       قرأت هذا المقال لأحد رجال حزب النور الدكتور محمد يسرى سلامة - هو غير الشيخ محمد يسرى

       fbid=287566054629585&set=pu.210496002336591&type=1&theater.php? http://www.facebook.com/photo

      مقال هام جدا و خاطرة كأنه سلبها منى، كنت أفكر فيها كثيرا - إشارة إلى دور الإخوان فى وأد المقاومة العراقية المسلحة ! و لا حول و لا قوة إلا بالله، و ذلك بعد دخولهم فى المسار السياسى أو المسرحية الهزلية المأساوية هناك ! و لاحظ فضيلتك ما نقله عن حسن أخلاق طارق
      الهاشمى و حسن نيته الظاهره - و الله تعالى أعلم
          أربط هذا بما سألتك عنه من كيفية غياب الحق عنهم و احتمالية إرادتهم الخير!

      **
       هل ترى فضيلتك أى سيناريو أقرب للحدوث - ليس رجما بالغيب و لكن تتبعا للشواهد ؟؟ أن يصل الإخوان إلى السلطة...ليقيمون نموذجا كالتنمية و العدالة أو ما شابه ذلك...و يكون للجيش دوره فى السياسات الخارجية، و يقيم الإخوان نهضة اقتصادية تنشل الشعب من سوء الأحوال المطلق من ناحية و من ناحية أخرى تمثل ترس فى عجلة الرأسمالية العالمية المتغولة ؟؟
      أم ينقلب العسكر تماما و يغيرون على الإسلاميين ؟؟
      أنا أسأل - بالمناسبة - عن ماهية ما فى خطط العسكر و الأمريكان و أيهما يبغون ؟ أما فعلى أرض الواقع بالطبع فلا ندرى لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا و ينتصر أهل مصر و يطيحون بالعسكر تماما...
      >>> **
      و هنا أذهب لسؤال هام...اختلفنا - مجموعة أصدقاء - عن حقيقة الاقتصاد التركى فيرى البعض أنه اقتصاد هش قائم على القروض و الديون المغرقة و لا يخرج عن رأسمالية الغرب الكافرة الإمبريالية...و يرى البعض أن التجربة التركية ممتازة و الاقتصاد التركى صحى و جيد....ماذا ترى فضيلتك ؟؟  "و قد أشار السرجانى أيضا إلى قوة الاقتصاد التركى"

      ** أعود إلى النقطة السابقة عن قضية غياب الحق عن إنسان ما أو جماعة من الناس و الإشكاليات التى تحيط بها...
      >> لأسألك عن بعض الشبهات المثارة أحيانا أو أحدث نفسى بها :

      >> ماذا عن الفتنة الكبرى ؟ ألم يكن الحق فيها واضح ؟ كيف إذن غاب الحق عن من أجمع علماء السنة على أتهم "صحابة" و "

      مجتهدون"...قال لى شخص معنفا إياي على حدتى فى الخلاف و اعتبارى أن الحق واضح فى الأحداث الحالية فى مصر...قال لى "إذا

      صحابة رسول الله لم يروا الحق! فمالك لا تقنع بأن يغيب عن البعض فى زماننا هذا؟"...أحيانا أقول لنفسى لعلّ مقتل عثمان رضى الله عنه أمرا جللا مزلزلا حق له أن يختلف الصحابة عليه، ثم أرجع فأقول فماذا عمن بلغهم حديث "عمار، تقتله الفئة الباغية" !!! كيف أولوا هذا الحديث لعكس المراد !! سبحان الله !
      ثم آتى إلى النقطة الأخيرة، أنهم مع هذا يقول عنهم علماء السنّة "مجتهدين مأجورين أجرا واحدا"..مممم....فكيف إذن يؤجر الإنسان على كل حال؟ إذن فلم التشنيع على المخالفين فى الاجتهاد ؟
      سألت الدكتور محمد على منذ فترة على أمر مشابه فقال لى //
       "هناك فارق بين التابع و المتبوع و بين من عنده ادوات الاجتهاد و بين من تسرع دون هذه الملكات و فارق بين نوعية الخطأ و كما قلت لك انت هناك فتاوى دماء لابد من الحذر و الورع الشديد فيها، و هناك امور كما قلت اجتهادية انصحك لتفصيل هذا بالرجوع الى الاعتصام للشاطبى او اعلام الموقعين عن رب العالمين"
       و هو الجواب الذى لم يكن شافيا لى...

      **
      >> شبهة أخرى :
      أن كثيرا من السلف الصالح من جيل التابعين و أبناء الصحابة لم يخرجوا على الحجّاج بن يوسف مثلا...بل خرج الحسين و لم يخرج معه إلا نفر قليل...و هذه الأيام يتوق بعض الشباب إلى ذكر الحسين رضى الله عنه ملهما إياهم ثورته...فتجد من يرد عليهم من الشباب أن موقف الحسين ليس حجّة و إلا لزم تخطئة جمع من أبناء الصحابة كثير...فما حقيقة هذا الإشكال ؟ و إن نبهتنى فضيلتك على الفرق بين حكام عصرهم و حكام هذا العصر الذى نحياه و الذين هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإسلام...إلا أن المعنى (من المنظور الثورى) يظل كما هو، و هو أن أبناء الصحابة و من بعدهم من الأئمة سكتوا عن أذى الحكام الظالمين، و لم نقرأ أن الإمام أحمد مثلا دعا إلى ثورة على الخلفاء العباسيين و هو ما يتعارض و الحرية التى جاء الإسلام العظيم بها...أو قد يبدو لى كذلك.

      **
      >> ماذا ترى أن نفعل فلا خضم الأحداث...ساءت سمعة المشايخ، و كثير من الشباب يتفلت من مجرد سماع معانى شرعية بسبب هذا، و الفرقة شديدة...يقول لى أحد أصدقائى "أهل الحق موجودين، فقط يحتاجون إلى أن يجتمعوا، و يحتاجون إلى مزيد من الصقل المعرفى...ماذا تنصحنا يا شيخنا العزيز فى هذا الأمر ؟؟"