فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      تعليق مدير مركز المقريزي على فقرة في مقال الإطروحات السياسية

      مع احترامنا وتقديرنا لفضيلة الشيخ الدكتور طارق عبد الحليم ولآرائه ولما يكتبه في الدفاع عن واقع أمتنا المرير ومحاولاته المستميتة في تصحيح مسار العمل الإسلامي وتخليصه من العوائق المادية والفكرية.. وبغض النظر عن صواب أو خطأ فكرة العمل المسلح في حد ذاتها فهذا الموضوع يحتاج إلى تقويم خاص وإلى دراسة مستقلة.

      ولكن فليسمح لنا فضيلة الشيخ العزيز الغالي الدكتور طارق عبد الحليم أن يقرأ تعليقنا من خلال الممارسة العملية والاحتكاك والتعامل مع هذه الجماعات الإسلامية التي تبنت الاضطرار للعمل المسلح كشاهد مطلع بواقع المهنة والمعرفة الشخصية لكثير من قيادات هذه الجماعات وبالله التوفيق.

       لم يثبت أن الجماعات الجهادية التي دخلت في صراع مع الحكومة المصرية كالجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد أن تعمدوا وقصدوا قتل الأفراد العزل بل إن بياناتهم في تلك الحقبة في التسعينيات بصفة خاصة كانت تؤكد على أنهم كانوا يستهدفون رؤوس النظام فقط . وأما ما كان يحدث من وفاة أو إصابة بعض الأفراد جراء بعض العمليات فقد كان عرضاً ولم يكن مقصوداً واعتذروا عن ذلك.

      وهذا ما أكده الشباب المتهمون في هذه القضايا مثل قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء عاطف صدقي ووزير الداخلية حسن الألفي.. وكل ذلك ثابت في محاضر التحقيقات وملفات هذه القضايا لا تزال موجودة ولدى معظم المحامين الذين ترافعوا في هذه القضايا.

      وبالنسبة للجماعة الإسلامية التي قد توسعت في عمليات الصراع المسلح مع النظام المصري وكانت عملياتهم كثيرة جداً مثل عملية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب المصري الأسبق واغتيال رئيس مكافحة النشاط الديني بأمن الدولة اللواء رؤوف خيرت وعشرات ضباط أمن الدولة ولواءات وأفراد مرتبطين بالنظام لم يثبت أنهم تعمدوا قتل أفراد من الشعب العزل. سواء اتفقنا أو اختلفنا في مدى صواب أو جدية هذه العمليات.

      فالجماعة الإسلامية المصرية كما ذكرت سابقاً حيث صالت وجالت ودخلت في صراع مفتوح مع النظام قد انتهى بها المطاف إلى التراجع ولم تسجل أية عملية لهم بعد ذلك منذ عام 1997م!

      وحتى  جماعة الجهاد المصرية لم تقم في مصر إلا بثلاث عمليات فقط على مدار تاريخها!! ثم بعد ذلك في عام 1995م أعلن الدكتور أيمن الظواهري وقف العمليات العسكرية لأتباعه وأمرهم بالالتزام بالدعوة ونشرت ذلك بعض وسائل الإعلام وليس سراً .. ومن وقتها لم يقوموا بأية عملية مسلحة إلى وقتنا الحاضر.

      الخلاصة: هؤلاء الشباب الذين صاروا كهولاً وشيوخاً الآن ومنهم من توفاه الله ومنهم من لايزال في السجن ومنهم الطريد والشريد إنهم برءاء مما اتهمهم به نظام المخلوع وآلته الإعلامية الكاذبة التي كانت تفبرك الحقائق.

      فقد كان هؤلاء الشباب  يهتفون في قاعات المحاكم أنهم ما خرجوا إلا لنصرة هذا الدين وللدفاع عن هذا الشعب فكيف يقتلونه؟! إنها مجرد فرية رددها الإعلام وللأسف قد صدقها البعض منا!

      كما أود أن أؤكد على أنني إذ أعلق على ما جاء من فقرة في مقال الشيخ الدكتور طارق عبد الحليم ليس معنى ذلك أنني أتبني رأياً معيناً.. فأنا مجرد موصف وشاهد وناقل للواقع.. وللمزيد من المعلومات راجع قصة الجهاد التي نشرتها جريدة الحياة عام 2002م وهي منشورة في موقع المقريزي وأيضاً الحوارات التي نشرتها الحياة والشرق الأوسط حول الجماعتين الإسلامية والجهاد والرد على مبادة وقف العمل المسلح وذلك منشور في موقع المقريزي أيضاً.. هذا نقوله لا نبتغي به إلا وجه الله تعالى .. وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.

       تعليق مدير مركز المقريزي

      د.هاني السباعي

      لندن في 9 محرم 1432هـ

      4 ديسمبر 2011

       

      www.almaqreze.net