فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      من يمثل المُسلمين في الهيئات البرلمانية؟

      الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

      بعد أن ذكرنا ما رأينا في انتخاب ممثلى الإخوان في البرلمان القادم، وهو حُرمة ذلك وعدم صِحته، لبدعة مرجعياتهم شِبه الإسلامية أولاً، ولمواقفهم النفعية ثانياً، ولضلوعهم في دم القتلى الذين يتحملوا دمهم لنكوصهم عن النصرة، يبرز السؤال أنّ: من ينتخب المسلمون إذن لتمثيلهم في المجلس البرلماني؟ خاصة إذا سَلّمنا أنّ غَالب السّلفيين يتمتعون بسذاجة وتغييب عقلي لا يجعل منهم ممثلين ذوى جدوى، إذ تربيتهم الخاطئة التي تُمجّد الشيوخ والقادة، وتمهد طريق التقليد الأعمى، وتسير في طريق طاعة ولي الأمر، كائنا من كان، مما يجعلهم لا يصلحون لأن يمثلوا معارضة حقيقية في أي تنظيم سياسيّ.

      الجواب هو أن يقوم المشايخ الذين على الحق والبيّنة، بتكوين جَمعية إسلامية على الفور، من التحرير، باسم جمعية الثورة الإسلامية، وأن تُعلن عن عَضويتها، من أتباع الشَيخ حَازم أبو اسماعيل، والشيوخ الذين معه، وأن يبدأ هؤلاء في تنظيم صفوفهم، وفي إختيار ممثلين عنهم، يمكن طرحهم بأسرع وقت ممكن. ولا أشك أنّ الكثير من المنتمين لهؤلاء المشايخ، ممن له الخبرة والعلم والكفاءة المطلوبة لهذا الأمر. وأحسب أن تلك القوائم التي طرحت بأسماء المرشحين سوف تتبدل، بعد أن تُسفر هذه الأحداث عن واقعٍ جديدٍ، وحكومة جديدة، ونظامٍ جديد.

      لا يَصلح، يا أبناء الإسلام، أن نُسلم السلطة إلى من خَان وتَخَلّف. ليس هذا من خلق الإسلام، أومن كرامة المسلمين. بل هو تغفيلٌ وإسنادٌ للأمر إلى غير أهله. الأمر ليس أمر توكيل من يحمل في وجهه قليل من شعيرات لحية، أو بجبهته أثر سجود، فكم من أصحاب البدع على مدى التاريخ ممن أطلق لحىَ ولبس جلابيب وحَمل أثر سجودٍ على جبهته كأنه خفُّ الجمل، إنما إسناده إلى من صحت عقيدته، وصح فعله، وتطابق قوله وفعله.

      وقد ظهر الخلاف العميق بين الشيخ حازم ومن معه، وبين الإخوان، غفر الله للشيخ حازم، يوم أن نسب نفسه لفكر الإخوان وإتجاه الإخوان! ولعله اليوم عرف حقيقة هؤلاء الأدعياء وتوجهاتهم، فهم ليسوا كوالده الشيخ المجاهد صلاح أبو اسماعيل، الذي انتسب إلى الإخوان يوماً.

       من الواجب الآن، أن يبدأ مشايخ السنة، ممن حباهم الله صحة الفهم وحسن التوجه، أن يُنشؤوا هذا الكيان دون تردد، والذي يضم من هم على طريقهم، وأن لا يتركون الأمر لأمثال الإخوان يتحكمون في البرلمان. فإنهم سيقفون حجر عثرة أمام الشيخ حازم، إن أكرم الله بانتخابه رئيساً، وسيعارضونه، وسيصدونه عن سبيل الحلال والحرام، كما أعلنوا أنهم يعتبرون تطبيق الشريعة إلزاماً اخلاقياً، كما وقفوا في سبيله اليوم، ورفضوا الإنضمام إلى جهد التحرير الحقيقيّ. فهم، والسلفيون، لا يجرؤون على أن يهتفوا "الشعب يريد اسقاط المشير". هذا النوع من المقاومة، وإن كان سلمياً، ليس في قاموسهم. وشتان بين هذه المقاومة السلمية وبين التردد والتخاذل والنكوص والركوس والإنتكاس الذي تعاني منه تلك الفئات.