فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      حماية الإسلاميين لمصر من العسكر.. فخر يوم 18 نوفمبر

      حماية الإسلاميين لمصر من العسكر.. فخر يوم 18 نوفمبر

      إخوة العقيدة والتاريخ والألم والأمل..

      الحقائق تتكشف يوما بعد يوم، لا ضامن لمستقبل كريم للمنطقة العربية إلا بسيادة الإسلاميين على غيرهم وتصدرهم للقرارات المصيرية، وها هي آخر الحقائق تسفر عن نفسها.

      الثورات العربية لم تأت إلا تصويبا لمسار حركات الاستقلال في خمسينات وستينات القرن الفائت، هذه الحركات التي قام بها العسكر في العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس واليمن، ودول الخليج التي لم تكن انقلابات عسكرية لكنها مدعومة بنظم عسكرية عربية مدعومة بدورها بالأنظمة الغربية.

      هذه الثورات لم تكن فقط ثورة على الفساد، بل كانت اقتلاعا لبيئته الطبيعية المتمثلة في الاستبداد العسكري، وقد بدا واضحا لكل المراقبين في مصر أن العسكر قد حسموا الثورة ضد الفساد، لكنهم يريدون الإبقاء على بيئته المنتجة له أي الاستبداد العسكري، مجرد تجميل مؤقت للاستبداد، طرح استبداد بدون فساد، أي، ببساطة، العودة للشعوب العربية لنقطة الصفر، بل وما قبل الصفر، فلم تكن سيادة العسكر في مصر يدعمها نص دستوري بل كان الأمر ضمنيا يستمد شرعيته من السكوت عنه.

      يراد للاستبداد العسكري الآن أن يستمر مدعوما بشرعية دستورية تفرغ الثورة من مضمونها بل وتحقنها بمضمون قذر لا يمرره إلا شخص قد رضع من ثدي أمه (زبالة) وليس حليبا مثل "علي السلمي"، أو رجل يعاني من ميول أنثوية مثل "هشام البسطويسي".

      إخوة العقيدة والتاريخ والألم والأمل..

      أنتم الآن بين ثلاث بلايا لا مستقبل لكن إلا بالحذر منهم.

      البلية الأولى، أي رأس المشكلة: وهي المجلس العسكري الذي لم يرق أو يلين لرغبة شعب بأكمله في حياة كريمة، ولا لوقوفنا نحن الإسلاميين إلى جانبه في البداية على أمل أن ينصلح ولو بدافع الحياء.

      والثانية: العلمانية التي تكشفت عن وجه قبيح يفضل إغراق سفينة الوطن على أن يقودها غيره، فلم يصدر منهم تجاه نوايا العسكر إلا بعض التصريحات التي لم تكن سوى إبراء للذمة لا يوصف إلا بأنه هزيل ومزيف، وبان للجميع أن سخطهم على الجيش عقب إعلان نتيجة الاستفتاء لم يكن لصالح الوطن بل فقط نكاية في الإسلاميين الذين تسير العملية السياسية لصالحهم.

      والثالثة، وهي البلية الأخطر عليكم لتلبسها بمظهركم وخفاء أمرها على الكثير منكم: تلك الأكياس القطنية المكتوب على كل واحد منها: "الشيخ فلان"، لا.. آسف.. "فضيلة الشيخ فلان".

      فلتتخلصوا منهم فهم مرضى مصابين بكل أمراض العهد البائد، جبناء كل همهم هو الحفاظ على "سلالتهم" المريضة أن تزول.

      إنهم مجموعة من المعتوهين فعلا، يجب على من حولهم من العقلاء أن يُلبِسوهم القميص الأبيض من الأمام ويعرضوهم لجلسات كهربائية مرة كل أسبوع على الأقل. أحدهم اعترض على أنشطة دعائية لحازم أبو اسماعيل في الإسكندرية لأن هذه الأنشطة (كانت بدون إذنه)!. ونفس الشخص أعلن أنه لن يدعو لأي وقفات أخرى، والآخر أعلن بكل وقاحة أن ولي أمره الآن هو المجلس العسكري لأنه متغلب!، وأن المتغلب له الولاء حتى ولو كان كافرا، حتى ولو كان "البابا شنودة"، أي والله هذا ما قاله بالنص: "حتى لو تغلب البابا شنودة فهو إمامنا"، وإليك المقطع المرئي اسمعه واحكم بنفسك: (إضغط هنا).

      أما الإخوان فيتصرفون وكأن رسالة نبيهم هي "إتقان فن الصفقات السرية" و"إجادة فن الردود الديبلوماسية"، فلا تسمعوا لهم قولا فهم غير مؤتمنين.

      هؤلاء مجانين.. معتوهون.. مخبولون.. لا يصلحون أن يكونوا في آخر الصف فضلا عن أن يكونوا متبوعين، فلا تنتظروا منهم توجيها، ووالله لم نكن حريصين منذ مدة على إسقاطهم إلا لشعورنا أن المستقبل يخبئ لنا لحظات حاسمة سيكون لهؤلاء المجانين فيها رأيا.. وها قد جائت إحدى هذه اللحظات.

      إخوة العقيدة والتاريخ والألم والأمل..

      أدركوا اللحظة الفارقة.. فلو خرجت مليونية 18 نوفمبر هزيلة ضعيفة الوزن فسيعبث المجلس العسكري بالبلاد كيفما يحلو له وقد اطمئن إلى أن جذوة "الحالة الثورية" قد خبت فلم تعد قادرة على أن تحرقه.

      اعتصام وليست وقفة حتى السادسة مساءا، المجلس ليس بحاجة إلى "رسالة رمزية" بل بحاجة إلى "ليّ ذراع"، مستقبل مصر بين أيديكم بعد الله، فابذلوا كل جهد يصان به الدين والوطن وراحة الضمير وماء وجهكم أمام الناس، وينقطع الرجاء به عن "غرف العمليات" في الدول الغربية، وعن المجلس العسكري، وعن العلمانيين والكنيسة.

      لا يكتف أحدنا بأن يكون على قناعة وعزم، بل ليعد كل منا نفسه كآلة إعلامية للحشد والتغيير.. في هذا الموقف وغيره.. فنحن لا نمتلك بعد توفيق الله إلا مجهودنا الفردي غير المنظم.. فلنحسنه على الأقل.

      والله ولي التوفيق.