فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      موقف الحويني من الثورة الغراء

      ظل الحويني فترة طويلة لا يتكلم أثناء اشتعال الثورة بين المظلومين والظالمين والصالحين والمفسدين والمسلمين والطغاة المتكبرين، ثم عاد الرجل ليكسر حاجز الصمت، وجاء في محاضرته قوله : أنا لا أعتب على المريض إذا جاء صارخا ولكني أعتب على الطبيب إذا قابل صراخ المريض بصراخ.

      والذي أفهمه من هذا:أن الذين باركوا الخروج الضروري وأصبغوا الشرعية على ثورة المطحونين والمدهوسين تجاه عتاولة الإجرام وعمالقة الفساد قد قابلوا صراخ المرضى بصراخ مثله.!!

      وقال : قلت لأحد إخواني لو أن الله بعث عمر بن الخطاب من قبره فذهب إلى أهل التحرير فأفتاهم بغير ما يهوونه لرجموه بالحجارة .

      قلت: فإذا كان عمر الفاروق سيحصل له هذا فمن باب أولى لا يلام فاروق الأمة اليوم ( الحويني) على عدم الالتحاق بركب الثورة القائم على الأهواء والهراء...

      وهذا الكلام أقل ما يقال فيه: أنه كذب ورجم بالغيب. فلماذا اتهام الناس والطعن في نواياهم ؟ ولماذا الرجم بالغيب؟

      بل الذي نظنه- ونقوله على سبيل المقابلة- لو حدث هذا لصدر الناس عن رأي الفاروق عمر – رضى الله عنه – لأن أهل مصر - والحمد لله- الأصل في عامتهم أنهم على مذهب أهل السنة والجماعة في القول بعدالة الصحابة – رضى الله عنهم – وليسوا برافضة ولا اثنى عشرية يرون ردة الصحابة إلا القليل حتى ترميهم بهذه الفرية الوقحة الذميمة الجبانة. وهل فتح لك باب من الغيب فخرجت منه بهذا المثل المباين لواقع الأمة بالكلية ، أم على الله تفتري الكذب ؟

      وأومأ الرجل وأشار في أكثر من موضع إلى مشابهة واقع الثورة المصرية لحادثة الفتنة التي كانت بين علي وطلحة والزبير رضي الله عنهم جميعاً، والذي مدح فيها كل منعزل عنها –على خلاف بين أهل العلم ليس هذا موضعه-

      يا حويني ألا تستحي أن تشبه الخروج على طائفة حكمت بغير ما أنزل الله، وشرعت في الدين من دون الله وما لم يأذن به سبحانه، ونشرت الفساد والإفساد والظلم والاضطهاد، ووالت أعداء الله، ومكنت لليهود في فلسطين، وشنت غارة الحصار على المسلمين الأحرارهناك نصرة لبني صهيون. نظام نشر العهر والخنى واستحل الحرمات ، حلل ما حرم الله من الربا والزنا ،وحرم ما أحل الله من محاربة الفساد والجهاد في سبيل الله . نظام كان إذلال المصريين فيه هدفاً محورياً ليستمرؤوا الظلم ومن ثم لا يمكنهم الثورة عليه ، نظام أمن حدود إسرائل المصنوعة أكثر من تأمينهم له ، وكان رأسه رجل الأمريكان الأول فيما يسمى بالشرق الأوسط ... ألا ترى يا حويني بكاء اليهود عليه وفجعتهم فيه.

      نظام خرب الاقتصاد عمدا لإركاع الأمة لحاملة الصليب، وجعل المال دولة بين دهاة الفساد وكهنة المفسدين لدين رب العالمين، مع جعل جل المصريين تحت خط الفقر المدقع. نظام سعى حثيثا لانشطار مصر بين المسلمين والنصارى الحاقدين. ألا ترى آثاره الكفرية وقد ضجت بها أرض الكنانة من كثرة مردودها السئ على البلاد والعباد...

      ألا تعلم أن المقصود الأعظم من جميع الولايات في الإسلام: أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا ، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام وقاعدة من قواعده العظام.

      قال شيخ الإسلام مبيناً المقصود الأعظم من جميع الولايات في الإسلام: ((هذه قاعدة في الحسبة )). أصل ذلك أن تعلم أن جميع الولايات في الإسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله ، وأن تكون كلمة الله هي العليا ، فإن الله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق لذلك ، وبه أنزل الكتب ، وأرسل الرسل ، وعليه جاهد الرسول والمؤمنون.

      قال الله تعالى : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))( الذاريات :56).وقال تعالى : ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ))(يوسف:109 وقال:((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ))(النحل:36) .وهذا الذي يقاتل عليه الخلق كما قال تعالى:( وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله)(الأنفال/39)، مجموع الفتاوى 28/61

      فإذا صال طاغوت ما أو نظام ما على المقصود الأول والأوحد من تشريع الولايات في الإسلام، وعلى قاعدة من قواعد الدين الكلية هل يشك من شم رائحة العلم في بطلان شرعيته ووجوب الثورة عليه عند القدرة لتحقيق مصلحة تربو على فساد الخروج ومفسدة إيقاظ الفتنة.

      نظام حكم بحكم الجاهلية ووالى عليه ونحى به شريعة الله، التي هي شريعة المسلمين عن الحكم بها والتحاكم إليها هل الثورة عليه توازي وتحاكي فتنة الجمل وصفين؟ سبحانك يا ربنا هذا بهتان عظيم.

      قال الله تعالى:( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ) قال الحافظ ابن كثير فيها : قوله ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات و الجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جنكزخان الذي وضع لهم الياسق، وهو عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها عن شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يحكم سواء في قليل ولا كثير) ( تفسير ابن كثير 3/131 )

      ألا تعلم أن:(الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا ) (الأحكام السلطانية للإمام الماوردي/3) فما ترى يا حويني فيمن عادى دين المسلمين وساس دنياهم بأحكام الكافرين؟.

      ألا تعلم أن القتال في الإسلام منوط بكون الدين كله لله، فإذا كان بعضه لله وبعضه لغير الله وجب القتال ساعة استكمال شروطه. قال تعالى :(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)(الأنفال/39) قال ابن تيمية مفسرا لها:(والدين هو الطاعة. فإذا كان بعض الدين لله وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله) (مجموع الفتاوى 28/544).

      فإذا وجب القتال حتى تكون الطاعة كلها لله أفلا يجب الخروج سلما وبصدور عارية ليكون الدين والطاعة لله وحده بلا شريك.

      هل تعلم أن من سوغ اتباع غير شريعة الإسلام كان حكمه كحكم من سوغ اتباع غير دين الإسلام؟.

      فإن قلت هم لم يسوغوا. قلت الأمر أدهى وأمر. فالتسويغ هو : التجويز. أما هم فقد تعدوه إلى مرحلة الجبر والإكراه فحملوا الناس كافة على الحكم والتحاكم إلى الشرائع الوضعية الوضيعة. وكفر مثل هذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام وباتفاق جميع المسلمين .

      قال علامة الأمة الإمام ابن تيمية : ( معلوم بالاضطرار من دين المسلمين وباتفاق جميع المسلمين أن من سوغ اتباع غير دين الإسلام، أو اتباع شريعة غير شريعة محمد فهو كافر، ككفر من آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض الكتاب ) (مجموع الفتاوى/28/534)

      فأعواد المشانق ومعتقلات النظام معدة وجاهزة لكل من سعى لتحكيم شرع الله، وأبواب المجد والأمن والأمان والتلميع والثراء مشهرة لكل من طعن فيه ولمزه وغمزه بالنقص والازدراء ... ثم بعد هذا تعد الثورة على عصبة الفساد والإفساد كخروج طلحة والزبير على علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم جميعا- ولذلك لاغرو أن تعد نفسك كما صرحت بلسانك: صماماً للأمن في الدولة المصرية قبل سقوط النظام المتآكل بالكفر والظلم والفساد، والمتخم بالفواحش والفسوق والمنكرات، الذي علت أسهمه وراجت بضاعته الخبيثة في أسواق الجهل والغفلة والضلالة.

      وإلى كل من اعتصم بمنهج الإرجاء وصال به أمام الثورات المشروعة ضد طغاة الحكم وقراصنة الفساد نعلن : قاطرة الحق قد انطلقت بسرعة متصاعدة لتعيد الحق المنشود لأهله ولتخرج الدين من الغربة الثانية إلى الظهور والعلو والريادة والسيادة وظهور الخيول قد امتطاها أسود التغيير بعد أن كسروا أغمدة السيوف ... فالأولى بكم اللحاق بالقاطرة بدلا من التفنن في وضع العوائق وحشد العراقيل أمامها مع بذل الجهد في التخذيل عنها .

      اللهم انصر الإسلام والمسلمين واخذل الشرك والمشركين ومكن لنا ديننا الذي ارتضيته دينا للعالمين.

      والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان واجعلني وأخي الحويني منهم يارب العالمين .

      كتبه

      مدحت بن الحسن آل فراج abo_yosef2003@hotmail.com

      هم الموحدون لا يشق لهم غبار           فأعناقهم إذا قصرت أعناق غيرهم طوال