فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      هكذا تحدث مشاهير أمريكا

      رياح باردة تهب على أمتنـــا ! تــيم روبنــز،  ترجمة د. طارق عبد الحليـم

      ألقـى الممثل الأمريكي الشهير، الحاصل على الأوسكار، هذه المحاضرة في جمع من الصحفيين الأمريكيين بمقر الصحافة القوميّ بواشنطن. وهي تعبر بصدق وعمق عن الحالة الغريبة الشاذة التي تمر بها الأمة الأمريكية، بعد أن غزاها أعداؤها الذين هم من جلدتها ويتحدثون بألسنتها من الداخل، بوش وطغمته وحاشيته ممن استغلوا غباؤه المعروف ليمتطوا هذه الموجة باسم المسيحية اليمينية المتطرفة التي تؤمن بدولة اسرائيل الكبرى وبضرورة القضاء على "أعداء المسيح" – Anti Christ – أي المسلمين! لقد تحول الأمريكيون الى شعب مقهور يرزح تحت الخوف والرعب من جلاديه ممن اتخذ أحداث 11 سبتمبر ذريعة لقتل الديموقراطية واعتماد استراتيجية شارون لتجنيد امكانات الدولة الأمريكية لصالح اسرائيل. لقد كان هذا الحال الذي تردّت فيه الديموقراطية الأمريكية حلماً من الأحلام لا يكاد يخطر ببال أحد منذ اسابيع قلائل، فإذا به يتحول إلى واقع يعيشه الأمريكيون، فوالله لقد أصبح المواطن الأمريكي يحيا حياة الخوف والإضطهاد بما يشابه أو يقارب المواطن العراقي تحت ظل الحكم الصدّاميّ أو المواطن العربي بشكل عام تحت أي حكم شئت! حتى نفث صدر بعض الشرفاء ممن بقي فيه أثارة من عقل بمثل هذا الكلام! إنها العودة إلى "الماكارثية" أو أشد منها هولا!

      وهاكم الدليل "ومن أفواههم ندينهم....."

      شكراً لكم، وأشكركم خاصة علي هذه الدعوة. لقد سئلت أساسًا أن أتحدث عن الحرب وعن الوضع السياسي الحالي، ولكنني قد اخترت أن انتهز هذه الفرصة للحديث عن البيسبول والأعمال الفنية (ضحك)، لا، إنني فقط أمازحكم، تقريباً.

      لآ أخفي عليكم كم أثـّر فيّ هذا الدعم الساحق الذي حظيت به في الأيام القليلة الماضية من العديد من الصحف السيّارة من كل أنحاء البلاد. وأنا لا أدّعي أن كل هؤلاء الصحفيين يوافقونني على كل آرائي بشأن الحرب. إلا أن هؤلاء الصحفيين كانوا يشتعلون غضباً لا لإلغاء العديد من المناسبات التي كان من المقرر أن أتحدث فيها ، بل لمصادرة حقي في إبداء رأيي. إنني في غاية الإمتنان لأنه لا يزال هناك من لا يزال من يؤمن بعمق بحقنا الدستوريّ الأصيل في إبداء آرائنا. إننا نحتاجكم، يا أبناء الصحافة، الآن أكثر من أي وقت مضى. إنه وقت جد هام وعصيب هذا الذي نمر به الآن.

      بعد هذا الحدث التراجيديّ البغيض في سبتمبر 11، داخلني أمل كبير في خضم الدموع والصدمة التي تعرض لها النيويوركيون، في خضم الهواء المحمّل بالتلوث القاتل في أرض المأساة، في خضم الرعب الذي علا قسمات أبنائي لوجودهم قرب موقع هذه الجريمة ضد الإنسانية، في خضم هذا كله، فقد تمسكت بأمل ينبع من فرضية لعلها ساذجةً أن الخير قد ينبع من وسط الشر.

      لقد تخيّلت أن قادتنا سينتهزون هذه الفرصة التي حانت لتوحيد صف الأمة الأمريكية. اللحظة التي لم يعد فيها محلّ للكلام عن الديموقراطيّ في مقابل الجمهوريّ أو الأبيض مقابل الأسود، أو أي انقسام آخر سخيف ينحرف بجمهورنا عن مساره الصحيح. تخيلت قادتنا يتوجهون إلى شاشات التلفاز يخاطبون مواطنيهم أنه رغم أننا كلنا نريد أن نكون في ""مستوى الصفر" حيث وقعت المأساة، ولكن هذا غير متاح أو ممكن، لأنه لدينا عمل آخر يتوجب علينا أن نضطلع به جميعاً. مجهودنا مطلوب في مراكزنا الإجتماعية، لتوجيه أولادنا، وفي مراكز كبار السن، لزيارة الكبار والذين ليس لديهم أحد، والتوجه إلى الحدائق العامة وأرجاء الأحياء المجاورة لتنظيفها وإعادة بنائها، وتحويل خراباتها المهجورة إلى ملاعب بيسبول. لقد تخيلت قيادتنا تنتهز وجود هذه الطاقة الهائلة والروحية الكريمة التي ولدت من رحم الفوضى والتراجيدية لخلق شعور توحد جديد في أمريكا، وحدة تبعث رسالة إلى الإرهابيين: أن كلما هاجمتمونا كلما زادنا هذا قوة، ونصاعة وطهارة، بل نصبح أفضل تعليما، وأكثر وحدة. ستجعلوننا أكثر التزاما بالعدالة والديموقراطية بهجماتكم اللانسانية علينا. وكطائر الفيونكس (الأسطوري)..... فإننا سنكون كالخارج من وسط النيران بميلاد جديد.

      ثم جاءت الخطبة! (يقصد خطبة بوش الشهيرة): من ليس معنا فهو ضدنا! أو ضد الولايات المتحدة! ثم بدأ القصف! واستعيد النموذج السابق إلى الوجود، حيث دعتنا قيادتنا أن نظهر وطنيتنا من خلال التحاقنا بمجموعات هدفها التجسس والإبلاغ عمن "قد" يشتبه في أي تصرف منه من جيراننا!

      منذ أحداث سبتمبر 11، وديموقراطيتنا قد تعرضت للمساومة من الخوف والكراهية، حقوقنا المقدسة التي لا تمس، قداسة أوطاننا قد تعرضت للتهاون بشأنها في جو من الخوف. تحولت الوحدة الأمريكية إلى تمزق فظيع. كما تحول الرأي العام العالمي الذي كان قد تعاطف معنا بشكل أصيل وحقيقي قد تحول إلى اشمئزاز واحتقار، ناظراً لنا، كما رأينا نحن أنفسنا الإتحاد السوفييتي يوما، دولة حمراء دموية.

      وقد كنت وسوزان وأولادنا الثلاثة قد قضينا عطلة نهاية الأسبوع الماضي في جمع عائلي. وفي خضم المشروبات والمأكولات ولعب الأطفال من حولنا، كان هناك بالطبع حديث عن الحرب. وقد كان من أشد الأمور رعباً في هذه العطلة هو عدد المرات التي توجه فيها أحد لنا بالشكر لموقفنا وحديثنا المعادي للحرب، حيث أن ذلك، كما عبر أحدهم، أمر غير آمن في مجتمعنا الصغير وفي حياتنا. قالوا لنا: استمروا في الحديث، فنحن لم نتمكن من فتح أفواهنا!

      أخبرني قريب لي أن مدرساً للتاريخ قد قال لإبن هذاالقريب البالغ من عمره 11 عاماً، أن سوزان سوراندن تعرض أرواح جنودنا للخطر! لأنها تعارض الحرب في العراق. ومدرس آخر سأل ابنة أخ لي إن كنا (تيم وسوزان) سنحضر يوم الألعاب المزمع عقده في المدرسة، لأننا لسنا مرغوبا في حضورنا! هكذا تحدث من يشكّل عقول أبنائنا الصغار.

      وفي مدرسة أخرى، أبلغني قريب لي أنهم قد ألغوا مناسبة اجتماعية فيها، كان من المزمع عقدها لأنه في أثناء هذه المناسبة كان الحاضرون يخططون للوقوف لحظات من الصمت حزنا على ضحايا الحرب، ولكنهم كانوا ينوون أن يشمل هذا التضرع بالصلاة الصامتة أبناء العراق القتـلى كذلك!

      ومدرس آخر في مدرسة فيها أحد أقاربي قد فُصِل لإرتدائه فانلة مطبوع عليها "السـلام"! ويخبر قريب آخر عن استماعه لأحد البرامج المذاعة في الجنوب حين يعلن المضيف عن طلب إغتيال أحد معارضي الحرب المشهورين! كما ظهرت تهديدات بالقتل على أعتاب أبواب الكثير من مناهضي الحرب لأجل آرائهم. كثير من أقاربنا قد تلقوا العديد من التهديدات التليفونية والإلكترونية. وابني، الذي هو في الثالثة عشر من عمره، والذي لم يؤذي أحدا في حياته، قد تعرض للمهانة والأذى من أحد الصفقاء الذي بات يلطخ موضع كتابته بالوسخ.

      لقد صُّنفت أنا وسوزان كخونة، وكداعمين لصدام، وغير ذلك من أوصاف تخفي من ورائها نعوت سيئة درجت عليها الصحف وداعميها في أوساط الإعلام المرئية كمحطة "فوكس للقرن التاسع عشر!" (ضحك من الحضور إذ أنها فوكس للقرن العشرين، وفي ذلك تهكم على تخلفها، وهي معروفة بانتمائها للوبي اليهودي).

      منذ أسبوعين، ألغى تنظيم "الطريق الموحد" الخيرية – United Way – مناسبة لسوزان بشأن القيادات النسائية. كما أننا، أنا والبند الأول من الدستور الأمريكي قد أُبلغنا بأننا غير مرغوب في حضورنا احتفال قاعة الشهرة – Hall of Fame - للعبة البيسبول.

      لقد حدثني أحد مغني الروك آند رول منذ أسبوع ليشكر لي حديثي العلني ضد الحرب. وقد أبلغني أنه لم يستطع أن يفعل ذلك بنفسه لخوفه من أن تضطهده قناة "كلير" – Clear Channel – حيث أنهم يذيعون أغانيه، وكذلك غالب الإذاعات الأخرى! قال: وأنا لا أستطيع أن أقف ضد الحرب لهذا السبب.

      وهنا، في واشنطن، هيلين توماس (الصحافية الشهيرة المخضرمة) قد دفعت دفعا إلى آخر الغرفة ولم يوجه لها الدعوة للكلام بعد أن سألت آري فليشر، المتحدث باسم البيت الأبيض، إذا ما كان عرضنا للأسرى في قاعدة خليج جوانتيمالا يعتبر خرقاً لإتفاقيات جنيف.

      رياح باردة تهب على هذه الأمــة! رسـالة موجهة من البيت الأبيض وأعوانه في الوسائل الإعلامية كافة: أن إذا عارضتم هذه الإدارة فسوف يكون القصاص!

      يوم تحمل الموجات الهوائية تحذيرات، مقنعة ومكشوفة، موجهة، هجومية ومحملة بالكراهية ضد أي صوت للمعارضة. والعامة، مثل الكثيرين من الأقرباء والأصدقاء الذين تحدثت عنهم، يقبعون في إعتراض صامت خائف، بلا حول ولا قوة.

      لقد سئمت سماع أن هوليوود تقف ضد الحرب! لقد لزمت كبار شخصيات هوليوود، ومؤثريها من أمثال فتيات الغلاف على المجلات الشهيرة ومنتجي الأفلام الكبرى الصمت بهذا الشأن، ولكن هوليوود، الشخصية المعنوية لها، هي دائما مستهدفة.

      إنني أذكر حين تعرضت البلاد لأحداث مدرسة كولومبين الثانوية، حين انتقد الرئيس كلينتون هوليوود لمشاركتها اللامباشرة في هذه المأساة. حدث هذا ونحن نسقط القنابل على كوسوفو! ترى هل يمكن أن يكون العنف الذي يتبناه رؤساؤنا يساهم بشكل ما في تشكيل نوازع العنف لدى أبناؤنا من المراهقين؟! أم إن هذا العنف اللائح في أبنائنا هو فقط نتاج السينما والروك آند رول؟!

      إنني أتذكر أن أحد الذين تورطوا في إطلاق النار في هذه الحادثة كان قد تطوع قبيل أيام للذهاب للحرب الحقيقية قبل أن يؤدي دوره في حربه الخاصة في كولومبين. وقد ذكرت ذلك للصحافة في حينها. ولكن الغريب أن أحدا لم يتهمني أيامها بأنني غير وطني لأنني انتقدت الرئيس كلينتون! في الواقع، إن نفس الأشخاص القائمين على الإذاعة التي اتهمتنا بعدم الوطبية هم الذين اتهموا الرئيس وانتقدوه في أيام حربه على كوسوفو.

      واليوم، هاهم سياسيون مرموقون، ممن انتقدوا العنف في الأفلام واتخذوا ما يمكن أن نسميه بموقف "ألقاء اللوم على الهوليووديين!" إن صح التعبير، قد صوتوا إلى جانب رئيسنا وإدارتنا بإعطائهم الضوء الأخضر لممارسة العنف الحقيقي في هذه الحرب الحالية. إنهم يريدوننا أن نتوقف عن إنتاج العنف الخيالي، بينما هم في شغل بإنتاج العنف الواقعيّ.

      وهؤلاء الأقوام الذين يغضون الطرف عن العنف الحقيقيّ في الحرب، لا يريدون أن يرون نتيجة هذا العنف في نشرات الأخبـار اليومية! وعلى عكس كافة أنحاء العالم، فإن أخبار الحرب كلها مراقبة لتذاع من غير أي صورة من صور الدماء والطعنات التي تعرض لها جنودنا أو النساء والأطفال من العراقيين! إن مبدأ العنف هو غريب حقاً.

      إننا حين أبدينا إعجابنا بالمشهد الإفتتاحيّ لفيلم "إنقاذ الجندي ريـان" – Saving Private Ryan – فقد أخذتنا الرعدة والخجل من رؤية نفس المشاهد على شاشات التلفاز في نشرات الأخبار اليومية. لقد قالوا إن في ذلك دعاية للمشاهد المحرمة! إننا لا نريد أن نرى للواقع دوراً في حياتنا الواقعية! إننا نحرص على أن نعرض مشاهد الحرب في أفلامنا على الشاشة بكل حرص وحذر، ولكن الحرب تبقى مُتخَيلة ومُدرَكة – ببشاعتها - في واقع الحياة.

      وفي غمار هذا الجنون، فإننا نتساءل: أين المعارضة؟ أين ذهب الديموقراطيون؟ لقد اختفوا منذ زمن، منذ زمن طويل! (تصفيق). ومع الإعتذار لروبرت لآغقي، فإنني أرى أن من المخجل أن نعيش في بلد يكون فيه كوميدي لا يزيد طوله عن 5 أقدام، أشجع وأكثر إقداماً من معظم سياسيّ هذا البلد (تصفيق).

      إننا في حاجة إلى زعماء قيـاديون، لا إلى نهّازي فرص يجبنون في مواجهة صحفيّ الوسائل الإعلامية. نريد زعماء يفهمون الدستور ويحترمونه، نريد رجل برلمان لا يتنازل لرجال السلطة التنفيذية، في لحظة خوف، عن حقه الأساسي في إصدار قرار الحرب، وفضلا دعونا من هذه الأغنيات الساذجة التي يلقيها أعضاء الكونجرس، كفانا من هذا! (تصفيق).

      في هذه الأيام، وفي هذا الزمن، في بلد يحيّ مواطنوه قرار تحرير بلد من البلاد بينما هم يخافون من حريتهم في بلدهم، حينما يشن مسؤولاً حكوميّاً هجوما من خلال إعلان تلفازيّ يشكك فيه في وطنية بطل محارب في فيتنام فقد قدمه في الحرب رشّح نفسه لعضوية الكونجرس، حين يخاف المواطنون في كل أنحاء البلاد يخافون القصاص إن مارسوا حقهم في حرية التعبير عن الرأي، هذا وقت الغضب، هذا وقت الشدة. ولن يكون صعبا أن تنعكس الآية. إن ابن أخي البالغ من العمر 11 عاماً وهو فتى خجولا، قد وقف لأستاذه في الفصل، الذي بدوره قد جمد دهشة لموقف الصبيّ، حين تعرض لسوزان بالنقد ورماها بعدم الوطنية قائلا له: هذه زوجة عمي التي تتحدث عنها، فقف عند حدك الآن، وما كان من الأستاذ إلا أن تراجع وبدأ في محاولة الإعتذار وإلقاء عبارات الإعجاب خجلا.

      إن محرري الرياضة في كافة أنحاء البلاد قد اتخذوا موقفاً حازماً غاضباً من تصرف رئيس قاعة مشاهير البيسبول الذي اعترف أنه قد ارتكب خطاًْ كما تنصل دوري البيسبول الرياضي من أية علاقة بهذا الأمر أو بتصرفات رئيس قاعة المشاهير. متعصب قد تم ايقافه. كذلك أي مجرم يمكن أن يوقف عن ممارساته. إنه ليكفي رجل واحد يتحدث بالحقيقة بلا خوف وبشجاعة لوقف مثل هذه الممارسات.

      إن من واجب الصحفيين في بلدنا هذه أن ينازلوا أولئك الذين يريدون أن يعيدوا كتابة دستورنا فيما يمكن أن يسمى "الوطني 2" (فيلم Patriot II ) ، أنتم هم نجوم هذا الفيلم المتوقع. يجب على الصحافيين أن يبلغوا هذه الإدارة أنهم لن يكونوا أبواق لها (تصفيق). يجب على الصحافي المراسل في البيت الأبيض الذي سيمنح له آري فليشر فرصة السؤال في المرة القادمة أن ينقل السؤال إلى المقاعد الخلفية من الغرفة لتقدمه الصحفية الرائدة (يقصد هيلين توماس) (تصفيق). يجب أن نناهض أي محاولة للإعتداء على حرية الرأي. إن السكوت على أي صغيرة من ظواهر الإعتداء على حرية التعبير عن النفس في هذا الوقت لن تؤدي إلا إلى المزيد من الإرهاب أو الضغط والتنازل. إنكم، سواء شئتم أم لم تشاؤوا، لحاملي واجب مقدس ومسؤولية مقدسة. قَدَر التغيير هو قدركم. إن استقامة حال هذه الأمة بين أيديكم من أي جهة تنظرون إليها. إن هذا هو زمنكم، وهذا هو اختياركم.

      إننا نضع مصداقية ديموقراطيتنا على مكاتبكم، ونأمل أن تكون أقلامكم أقوى. إن هناك الملايين ممن ينتظرون في صمت قانط مع أمل في التغيير، إمل فيمن يدافع عن دستورنا شكلا وموضوعاً، ثم الوقوف في وجه التهديدات التي تصب علينا بصورة يومية باسم "الأمن القوميّ" و"الوطنية" الزائفة.

      إن قدرتناعلى الإختلاف، وحقنا الموروث في مساءلة قياداتنا، وانتقاد قراراتهم، هو الذي يحدد هويتنا. وإن السماح لمثل هذه الحقوق بأن تسلب منا خوفاً، أو أن نعاقب الناس بمجرد عقيدة يعتقدونها، ومنع وسائل الإعلام من نشر الآراء الأخرى المخالفة، هو إعلان صريح بهزيمة ديموقراطيتنا. هذه أوقات عصيبة لنا جميعاً. إن هناك موجة من الكراهية تأبى إلا أن تفرق بيننا جميعاً، يمينا ويساراً، المؤيدون والمعارضون للحرب. أناشدكم باسم إبني، وابن أخي صاحب ال11 عاما من العمر، وكل ضحايا العدوان والبيئة الغارقة في الخوف، ممن لا نعرف عنهم شيئا، أناشدكم أن نحاول أن نجد القاسم المشترك بيننا كأمة. دعونا نحتفل بهذه التجربة العظيمة والكبيرة التي استقرت لدينا لأكثر من 227 عاماً. لأجل هذا فإنه يجب أن نحارب بكل شراسة من أجل هذه الأشياء التي توحّد فيما بيننا، مثل الحرية، والبند الأول في دستورنا (المعنيّ بحرية الرأي)، ...نعم وكرة البيسبول (تصفيق).