فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الشعوب بين مطرقة الديكتاتورية وسندان الديموقراطية

      (وكذلك جعلنا فى كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون)

      هكذا يخبرنا خالق السموات والأرض بأن من سننه فى الخلق والكون أن يكون فى كل قرية أكابرمجرميها ليفسدوا فيها وبالتالى يحدث التدافع بين الخير والشر (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض * ولكن الله ذو فضل على العالمين) وهذا ما يشهد به تاريخ الأمم على مر الزمان.

      وقد تنوعت وسائل الكيد والمكر من قبل أكابر المجرمين فى إستعباد البشرما بين وسائل البطش المفرط على أوسع نطاق فى النظم الديكتاتورية (الفرعونية والشيوعية مثلا) ووسائل المكر والخداع والبطش المحسوب فى النظم الديموقراطية.

      وفى منطقتنا العربية والإسلامية ومنذ سقوط آخر شكل من أشكال الدولة الإسلامية قام المجرمون بسلب إرادة الأمة السياسية والعسكرية والإقتصادية والأخلاقية من خلال الغزو العسكرى  ثم من خلال الأنظمة الديكتاتورية التى ورثت الإحتلال العسكرى المباشر وذلك لأكثر من 60 عاماً، حتى جاءت اللحظة التى تمرّدت فيها الشعوب على الديكتاتورية ولم يكن بد من التحول الى الديموقراطية لتؤدى دورها .

      وقد تمرست قوى الشر على ممارسة هذه الخطة الخبيثة مع الشعوب الأوروبية والأمريكية ومناطق أخرى من العالم وكل من عاش فى الغرب ودرس أحوال شعوبه ومن قرأ ما كشفه بعض مفكرى الغرب من ذوى الفطرالسليمة والعقول المستقيمة يدرك بوضوح مأساة هذه الشعوب، وكيف تم تخديرها ليتم إستعمارها برضاها، بعد أن  فقدت إنسانيتها وإرادتها فى الإختيار وهى الميزة التى ميزالله بها الإنسان عن سائرالحيوانات والمخلوقات.

      لا شك أن ثمن الهيمنة من خلال الديموقرطية بالنسبة لأكابرالمجرمين أغلى من ثمن الديكتاتورية والمكاسب أقل وحظ الشعوب فى ظل الديموقراطية غالبا أوفر من حيث العدل والحريات والحياة المادية , لكها فى المحصلة لا تخرج عن السيطرة على دفة الحياة بما يتفق مع أهواء ومصالح أكابر المجرمين.

      ولم يكن سوى الإسلام الذى غير وجه التاريخ وأحبط هذه المخططات الشيطانية لاستعباد وإذلال البشر وذلك من خلال إسقاط هذه الأنظمة وتغلب وسيادة الشريعة الربانية فإن كُسرت هذه القوى وتخلص البشر من العبودية المطلقة لغير الله الى عبادة رب العباد، ووقع التحرر الحقيقى للإنسان، مع تفاوت العصور والأجيال فى ظل سيادة الشريعة فى درجات الصلاح ودركات الرذيلة على مستوى الحكام والعامة.

      ونحن فى منطقتنا العربية مقبلون على فترة -  يعلم الله كم تطول - سوف تواصل فيها قوى الشر القتال لاستمرار الهيمنة من خلال الديموقراطية وقد يفيق الغافلون الى هذه الحقيقة، بعد أن يفيقوا من سكرة الديموقراطية، ليدركوا أنه لا حرية ولا كرامة ولا عدل الا فى ظل منهج الله والذى لن يحصلوا عليه إلا من خلال إنتزاعه بالقوة من أيدى المجرمين ليكون الشرع لله وحده والسلطان للأمة.