فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      صدق الوعد و وعد الصدق

      أمران هما من سـمات المسلم القويّ، كلاهما آخـذ برقبـة الآخر، صدق الوعد ووعد الصدق.

      فالأول أن يحفظ المسلم وعده موعده الذي يضـربه لغيره ولا يستهين به، إذ هو دلالة إيمان وعلامة جد وحزم. والله سبحانه قد مدح نفسه في القرآن بهذه الفضيلة الشريفة، يقول الله تعالي:

      "وعد الله لا يخلف الله وعده" (الرعد 6)

      "وعد الله لا يخلف الله الميعاد" (الزمر 20)

      ويقول صلي الله عليه وسلم في صفات المنافـق "وإذا وعد أخلف" رواه البخاريّ

      والوعد والميعاد مترادفان. ووعد الله وميعاده يتعلقان بالساعة ويوم الحساب. ولكن الله سبحانه ينبّـه في تعميمه علي فضل الصفة، صفة الحفاظ علي الوعد، وكيف لا وهي من صفاته سبحانه.

      ولتنظر اليوم ما عليه المسلمون من إخلاف للوعد، وإهدار لقيمة الكلمة! يتواعد اثنان علي أمر يقضيانه أو موعد يلتقيان فيه وأحدهما أو كلاهما لا يلقي لالتزامه بالا، بل وهما في غالب الأمر لم يعقدا العزم أصلا علي الأداء، إنما هي كلمة هما قائلاها ومن بعدها "يحلّها حلاّل" كما تقول العامة!

      كيف يحيا امرؤ بمثل هذا الخلق؟ كيف يسير في الأرض بين الناس وهو يعلم، وغيره يعلم عنه، بل وهو يعلم أن غيره يعلم عنه، أنه لا كلمة له ولا وعد ولا التزام؟ إنما هي، في غالب الأمر "فـضّ مجالس" كما تعبر العامة كذلك عن هذا الأمر؟

      أما عن وعد الصدق، فالله سبحانه يقول: "وعد الصدق الذي كانوا يوعدون"الأحقاف 16. فالمسلم إن واعد أو وعد فإنما في الخير وعده وميعاده، لا فيما فسد وانحط من الأمور. ووصف الصدق إن أضيف إلى الوعد (وعد الصدق)، أو أضيف إليه الوعد (صدق الوعد) إنما يرسم حدود المسلم في تعاملاته، فهو لا يعد إلا خيرا ولا يسعى إلا في الخير، ثم هو إن وعد أنفذ، ولم يخلف أو يحنث. هذا هو الوعد الصادق و ذاك هو صادق الوعد. فلنكن من أهلهمـا جمـيعا!