فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      المتسلفون الجدد!! يهاجمون الشيخ طارق عبد الحليم لأنه ليس شيخاً فضائيا!

      بقلم د. هاني السباعي

      مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد!

      هاجموه لأنه ليس شيخاً فضائياً!! هاجموه لأنهم لم يعرفوه! هاجموه وتطاولوا عليه لأنه انتقد بحق أحد شيوخهم الذي يتقربون إليه زلفى!

      سلقوه بألسنة حداد لأنه كشف سوأة أفكارهم! وفضح عوار حجتهم ومدى هشاشتها! وهم يتصدون لنوزل الأمة! فالسلف والسلفية في واد!! وشيوخهم وأغرارهم وقطار طويل من المسبحين بحمد شيوخهم في واد آخر!!

      هكذا تعامل المُتسَلفون الجدد!! .. المتسلفون تاء ثم سين ثم لام ثم فاء فهكذا حتى لا يشتبه علينا لفظ المتسلقين بالقاف!! وإن كان هذا المعنى الأخير ليس بعيداً عنهم! فهم متسلفون متسلقون حبائل الباطل! متوهمين إنهم على حق!!

      على أية حال هكذا تعامل هؤلاء المتسلفون الجدد مع فضيلة الشيخ الأصولي الدكتورطارق عبد الحليم حفيد شيخ الأزهر الشيخ سليم البشري!! فلو أن هؤلاء الأغرار تريثوا قليلاً! ورجعوا إلى فهم السلف الصالح في تقويم الرجال لعلموا فداحة ما أقدموا عليه من غمز ولمز؛ بل وشتم وسب بحق الشيخ طارق عبد الحليم!! لماذا هاج وماج هؤلاء السفهاء..واتخذوا الشيخ طارق غرضاً لهذيانهم؟!

      لأن فضيلة الشيخ طارق عبد الحليم كتب مقالاً ينتقد فيه تصريحاً للشيخ أبي إسحاق الحويني وكان مركر المقريزي قد نشر هذا المقال الذي أرسله لنا فضيلة الشيخ الدكتور طارق عبد الحليم بتاريخ الثلاثاء 9 جمادى الأولى 1432هـ الموافق  12 أبريل 2011م .."الحُوينىّ .. بين أدعياء السّلفية وأشباه السّلفية" فقامت قيامتهم! وكأن الشيخ طارق عاب في الذات السلفية!!

      ليتهم ردوا على تفنيد الشيخ طارق لتصريح الشيخ الحويني!! فواضح أنهم اكتفوا بعنوان المقال ومن ثم شحذوا أقلامهم وكتبوا عبارات نابية بأسماء مستعارة متوارين خلف "الكيبورد"! لوحة المفاتيح! فقائل يقول من هذا الرجل .. لم نسمع عنه من قبل..؟! وآخر يتهكم إنه يعيش في كندا فما علمه وهل نأخذ علمنا من رجل يعيش في الغرب؟!! وآخر يهذي!! اتفقت أهواؤهم في الطواف حول الذب عن شيخهم بالباطل!!

      هكذا يكون تقويم الرجال من منظور المتسلفين الجدد!! لا بد أن تكون شيخاً فضائياً! وتنال رضا أمن الدولة التي تسمح لك بالبروز والشهرة والحديث في شؤون المسلمين! هكذا يكون علم الجرح والتعديل المعاصر!! حسب مقياس متسكعي السلفية الجدد!!

      أما إن كنت مغضوباً عليك واضطررت إلى السفر في أرض الله الواسعة! وإن كانت كندا أو بريطانيا أو غيرها!! فأنت مجروح وإن كنت تنطق بالحق! فأنت متهم وإن كنت تكتب بالحق الذي يكتمه من يعيش في مكة المكرمة أو بلد الألف مئذنة!!

      هكذا يكون تقويم الرجال في زمن أشباه الرجال!!

      الشيخ الأصولي الدكتور طارق عبد الحليم كان يكتب ويحاضر في الدعوة والتوحيد في مصر منذ منتصف الستينيات قبل أن يوجد هؤلاء الأغرار في أصلاب آبائهم! كتب كتابه المفيد "الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد"، مطبعة المدني بالقاهرة 1978م. وكتاب "حقيقة الإيـمان"،مطبعة المدني أيضاً، القاهرة 1979م. وتحقيقه لكتاب "الإيمان الأوسط" لشيخ الإسلام ابن تيمية! ومؤلفاته بالعربية والإنجليزية عن المعتزلة والإرجاء والمرجئة، والرد على فتنة ربيع المدخلي، وأدعياء السلفية والرد على الصوفية، ودورات في أصول الفقه وغيرها من الكتابات النافعة!!

      ثم يأتي بعد ذلك متسكعو العتبات السلفية طاعنين في الشيخ الدكتور طارق عبد الحليم!!

      وليعلم هؤلاء المتسلفون الجدد! أن الشيخ المفضال طارق عبد الحليم كتب كتابه الماتع "القول المفيد في حكم جاهل التوحيد"! يوم أن كان مشايخ المتسلفين الجدد يلعبون في شوارع المحروسة! أو يوم أن كان شيوخهم يتعلمون أبجد هوز الدين الإسلامي!!

      نعم! إن الشيخ طارق عبد الحليم يعيش في كنداً! واضطر لذلك ويدفع ضريبة غربته لأنه كان ممنوعاً من أن يعيش حراً في بلده مصر!

      لقد دفع ضريبة الغربة واستمساكه بدينه؛ فها هو ذا فلذة كبده ابنه الأكبر شريف! لا يعيش في جنة الغرب!! ولا يتردد على حانات كندا! ولا يتأبط حسناواتها!! لكنه يعيش خلف قضبان الزمهرير الكندي؛ حيث حكم عليه ظلماً بالسجن المؤبد بتهمة نصرة الإسلام!! فهذا ولده وهو يعيش في كندا! فأين أبناء مشايخكم! لقد ضننتم بهم عن الذب عن حياض الإسلام وأنتم تعيشون في عقر ديار الإسلام!!

      لقد تربحتم واشتهرتم وتضخمت ثرواتكم في ظل حكم الطاغية المخلوع حسني مبارك!

      فمن الذي سمح بالفضائيات السلفية وغيرها؟! أليس نظام حسني مبارك؟! كان مشايخكم وعوائلهم يحيون في رغد رغيد وعيش حميد! والشقاء والبؤس للإسلاميين الذين يعارضون نظام الطاغية المخلوع!! كانت فضائيات مشايخكم مفتوحة لكل من هب ودب! ولم يثبت لنا أن أحد أبناء مشايخكم أو حتى مشايخكم قد سجنوا أو عذبوا في الوقت الذي كانت سجون مصر عن بكرة أبيها! مكتظة بخيار شباب التوحيد!! فأين حمرة الخجل! يا من تهاجمون الشيخ طارق!!

      إن جريمة!! الشيخ طارق عبد الحليم أنه لم يتاجر بدعوته إلى ربه ولم يُعرف أنه اقتات بدينه وارتزق به وكان في مكنته إن شاء أن يفعل! لكنه أبى ورضي أن يتوارى إلى الظل بعيداً عن أضواء الفضائيات وبهرجة المعسكرات الشتوية والصفية والتجمع حول الولائم والعمائم!

      رضي الشيخ طارق بأن يغرد خارج السرب! والسرب نعلم أنه كان يغرد للطواغيت ويعزف لها أنشودة الاستسلام للباطل! بتلفيقات شرعية، ونتف من فتاوى مبتسرة مبثوثة في كتب الفقه والسير والتاريخ بغية الرضا بالمكتوب!؛ والمكتوب المقصود به ما كتبه الحاكم وأزلامه من شقاء وتعاسة لهذه الأمة المنكوبة بحكامها وعلمائها!!

      وإلى فضيلة شيخنا الدكتور طارق عبد الحليم! أقول:

      لا تبتئس! وإن شغبوا وتعالت أصواتهم! هكذا منهج الانبياء وأتباع الرسل!

      لا تبتئس شيخناً !

      أزعم أن هؤلاء الأغرار! يعيشون في غيبوبة السلفية المدجنة التي رعاها وربّاها وقوّاها وسمّنها الحكام المغتصبون لسلطان الله في الأرض!! .. ومثلك ومثلهم كما قال المتنبي:

      إذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشهادة لي بأني كامل

      لا تبتئس! شيخنا الدكتور طارق عبد الحليم!

      إنك أنت الأعلى بكلمة الحق التي معك .. فما تكبته صواعق محرقة على أنصار الباطل!

      لا تبتئس شيخنا!

      إن هؤلاء المتسلفين الجدد! اتخذوا بعض مشايخ السلفية أصناماً يقدسونها بزعم أنهم يقدسون العلم!! والعلم الشرعي منهم براء!

      فهؤلاء الأغرار! المتسلفون الجدد! الذين يهاجمونك! قد تميزوا غيظاً! فلم يتعودوا كلمة الحق ولم يستمرئوها!

      فما يقوله شيخهم .. أي شيخ .. دين!

      وما يلفقه الشيخ  .. أي شيخ ..  من أضاليل .. عقد فريد يتخذه هؤلاء الأغرار مسبحة لأورادهم اليومية!!

      لا تبتئس شيخنا!

      لا تبتئس فالنور في أثر الدجى *** مهما تمطى الليل بالظلمات

      مركز المقريزي للدراسات التاريخية

      9 جمادى الأولى 1432هـ

      15 إبريل 2011م

      www.almaqreze.net