فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      رجال بيض أغبياء، وأعذار تافهة أخرى لتبرير حال الأمة

      مايكل مور، دراسة وتقديم د. طارق عبد الحليم

      يعتبر هذا الكتاب، الذي ألفه المخرج مايكل مور، الأشد والأوضح في رسم الصورة التي يراها معظم الأمريكيين لرئيسهم "غير الشرعيّ" جورج بوش الأصغر، والذي يشير اليه مايكل مور دوما بلقب "اللص التنفيذيّ!" Thief-in-Chief. وقد صدر هذا الكتاب في يوليو 2001، وكان الأكثر انتشاراً حسب تقرير النيويورك تايمز في حينه.

      ومايكل مور مخرج سينمائي وكاتب تميزت أفلامه وكتاباته بالواقعية والجدية في معالجة موضوعاتها حنى أنه حصل مؤخراً على جائزة الأوسكار لأحسن فيلم تسجيلي (مارس 2003)، كما رشحت بعض أعماله الأخرى لجائزة إيمي العالمية كمسلسل "الأمة" و "الحقيقة المرة". ومايكل أمريكي حتى النخاع، لا يشك أحد في وطنيته وغيرته على وطنه. وهو متكلم صريح يتميز بظرفه وعباراته التهكمية الهادفة.

      وكتابه الدي نعرضه اليوم "رجال بيض أغبياء، وأعذار تافهة أخرى لتبرير حال الأمة" يعتبر أفضل ما قدم في خدمة بلاده والدفاع عن ديموقراطيتها الضائعة على أيدي اللوبي الصهيوني ومن يواليهم ممن يطلق عليهم "اليمين المسيحي المتشدد" أو "الإنجليكيين". وقد تعرض بسببه لهجوم عنيف من البيت الأبيض لما أبداه من مقاومة لهذا التغيير في المناخ السياسي الأمريكي إلى الأسوأ وللحقائق التي قدمها عن عمليات التزوير والابتزاز التي أدت إلى وصول بوش الأصغر إلى سدة الحكم.

      ويتألف الكتاب من 274 صفحة من القطع الصغير، قسمت إلى مقدمة و إحدى عشر فصلاً، وبعض الحواشي. ويبدأ الكتاب، بعد الإهداء، بكلمة لجورج بوش الأصغر سجلها الميكروفون له في اجتماع مع رئيس الوزراء السويدي، في 14 يونيو 2003، دون أن يعلم أنه كان ما يزال على الهواء "هذا رائع أنني انتصرت، لقد كنت أخوض هذه الانتخابات ضد قوى السلام والتطلع للأفضل والحماية". وهي كلمات تعبر عن أن الرئيس الأمريكي غير المنتخب – حسب تحليله - ، يرى عن نفسه أنه لا يستحق أن يتربع على عرش الرئاسة في البيت الأبيض!.

      والرجال البيض الأغبياء الذي يصفهم مايكل مور في كتابه هم أعضاء الإدارة الأمريكية الحالية وعلى رأسهم رئيسهم وقائدهم في الغباء، جورج بوش الأصغر!

      ولنخل الآن بين القارئ وبين الكتاب والله ولي التوفيق.

      رجال بيض أغبياء، وأعذار تافهة أخرى لتبرير حال الأمة

      يبدأ مايكل مور في مقدمة كتابه بكلمات درامية متهكمة يصف فيها تلك النقطة على خريطة الزمن التي توقف فيها التقدم الأمريكي وانتهى "القرن العشرون الأمريكي" وانقلب إلى كابوس "القرن الواحد والعشرين" للأمة الأمريكية! إذ يرجع البعض ما حدث إلى يوم السابع من نوفمبر 2000، حين قدم جيب بوش إلى أخيه جورج بوش الأصغر، هدية عيد الميلاد ولاية فلوريدا وأصوات منتخبيها!وهو اليوم الذي هبط فيه حجم التعامل في ال"داو" Dow لأقل مستوى لحجم التعامل في العشرين سنة الأخيرة، حيث يوجد رئيس أمريكي لم ينتخبه الشعب قابعا في البيت الأبيض!! وتزامن ذلك مع تصاعد أسعار النفط في أمريكا حتى أنه أصبح إرسال طرد بريدي بواسطة "الفيدكس" أقل تكلفة من أن تقود سيارتك بنفسك عبر المدينة لتسليمها! وكذلك انهيار أسهم شركات "ضوت.كوم" Dot.Com والتي أصبحت "عدم.كوم" Not.Com! ثم يمضي في التهكم على حال البيت الأمريكي، في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور، الذي يعمل فيه الأب في وظيفتين، والأم في وظيفة، وحتى الابن يعمل إلى جانب دراسته في ماكدونالدز، وفجأة في صبيحة يوم، يجد الأب نفسه مطرود من وظيفته، والأم قد تقلص عملها إلى النصف، والابن أصابته وعكة معوية من وجبة تناولها بالمطعم، فلم يجد غطاءاً طبياً لدفع مصروفات العلاج، إلى جانب تلقي الأب مكالمة هاتفية من شركة السيارات تطالبه بإعادة سيارته للوكالة لتأخره في سداد القسط الأخير، كما اتصل به البنك ليطلب طرده من بيته لعدم سداده قسط القرض التعاوني!

      صورة قاتمة يرسمها الكاتب للوضع الأمريكي، حدثت فجأة بعد أن تأمل الكثيرون الخير في السنة السابقة لهذا الانقلاب. ويتساءل: ماذا حدث؟ ملايين من المستثمرين فقدوا أموالهم، اختفت شركة "تي.دبليو.ايه" TWA، إسرائيل بدأت مرة أخرى في قتل الفلسطينيين، واضطر الفلسطينيون للرد! طردت الأمم المتحدة أمريكا من لجنة حقوق الإنسان! واتهم الاتحاد الأوروبي أمريكا بمخالفتها معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية! لم يعد هناك حقيقة "لحرية الاختيار" المزعومة في أمريكا! فهناك ست شركات إعلامية فقط ، وست شركات طيران، واثنين ونصف! شركات صناعة سيارات، واتحاد واحد للإذاعات! فأين حرية الاختيار والتعددية فيه؟!

      والسبب في هذا الوضع...الرجال البيض الأغبياء، بطانة بوش الأصغر ورجال إدارته[1] أمثال ديك شيني، دونالد رمسفيلد، سبنسر إبراهام، وغيرهم ممن يتمتعون بذكاء والمعية لا تتعدى قدرات بوبي (الشخصية الكرتونية الفكاهية)، بل انهم يقتسمون هذه القدرة المحدودة بينهم! والذين لا يهتمون قليلا ولا كثيراً بالعالم كله إذ يروجون لما يضر البيئة ويفسد طبقة الأوزون دون مراعاة لضمير. إن هذا الفيروس الآتي من هؤلاء الرجال البيض الأغبياء في غاية القوة حتى أنه أصاب فيمن أصاب أمثال كولن باول وكوندوليسا رايس. إنهم يحاولون إقناعنا أننا يجب أن نتخطى تلك المأساة التي حدثت في الستة والثلاثين يوماً الأخيرة من الانتخابات لعام 2000، والتي تم فيها سرقة الديموقراطية وتكرس فيها التحول الثقافي الخطير وتمكن "محور الشر" من المجتمع الأمريكي، ذلك يوم أن جلس أول رئيس أمريكي لم ينتخبه الشعب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض !

      "لم نعد ندخل في الحسبان" درس صعب علينا أن نتعلمه! بل لعل من الأفضل أن تُسدل الستائر وأن تنزع خط التليفون من حائط بيتك إذ أنه قد تم إصدار مرسوم بعد أهميتك كمواطن أنت وكل الأمريكيون! لم يعد مرغوباً في خدماتكم!

      ورغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على تلك الانتخابات، فقد أوردت وكالة أنباء فوكس احصاءاً بأن 60% من الأمريكيون لم يستوعبوا بعد ما حدث، بل يشعرون بالغضب وبعدم الرضا أو الطمأنينة أو الارتياح، ومنهم من يشعر أنه في السجن بالفعل!

      انقلاب أمريكي صرف[2] !

      البيان التالي صادر من مقر الأمم المتحدة، عن متحدث غيور باسم الشعب الأمريكي: "وقع انقلاب في أمريكا صاحَب خلع الرئيس الفائز في الانتخابات ووصول رئيس أمريكي غير منتخب إلى البيت الأبيض! يوجد عدد من الرجال البيض يحتسون الخمر ويحتفلون باحتلال عاصمتنا واشنطن! نحن واقعون تحت الحصار! أعدادنا ليست بالقليلة، فنحن أكثر من 154 مليونا من الناخبين المعتمدين بالإضافة إلى 80 مليون طفل، فيكون هناك 254 مليون أمريكي لم ينتخبوا هذا الرئيس...هؤلاء هم أسرى هذا الوضع..أرسلوا المارينز لتحريرنا، أطلقوا صواريخ السكود..أرسلوا رسالة إلى كوفي عنان أننا لم نعد نستطيع أن نقيم انتخابات حرة في هذه البلد، نحتاج إلى مشرفين وجنود...". هكذا يبدأ الكاتب في وصف درامي لما عليه شعور الأمريكيين بالنسبة لما حدث من واقعة وصول بوش الأصغر إلى الحكم! ثم يمضي فيقول: "لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك، ليناولني أحدكم الريموت لعلني أدير التلفاز لأجد محطة إرسال وهمية تعيدني إلى ما نشأت عليه من أننا أرض الحرية، أرض الحق في الحياة، أرض الديموقراطية..أيام كنت أعني شيئا كمواطن..أيام لم يكن أحد يفرض علينا ما لا نريده...أيام كانت إرادة الناس تعني شيئاً...".

      ثم يعدّ الكاتب ما حدث من تجاوزات، بل مخالفات، بل تزوير وجرائم ارتكبت ليصل بوش الأصغر إلى الحكم. وهو لا ينسى أن زوجة جيب بوش قد أوقفت في الجمارك لمحاولـة تهريب مجوهرات بمبلـغ 000و19 $ دون دفع الجمارك عليها، وهي سابقة يعاقب عليها القانون، إلا أنها سابقة ليست كسوابق الأمريكيين السود كما سنرى.

      في صيف 1999، وّقعت كاثرين هاريس، رئيسة مكتب الانتخابات في ولاية فلوريداً، والرئيسة المشاركة للحملة الانتخابية لبوش الأصغر! عقداً بمبلغ 4 مليون دولاراً مع شركة حاسبات اسمها Database Technologies لتطوير قائمة بأسماء كل من "يُشك" بأن له سابقة مع البوليس، بل ومن يتشابه عيد ميلاده أو يتشابه في الإسم مع من "يُُشك" بأن له أدني سابقة، ومن مضحكات الأمور أن أحد مديري أقسام الإنتخابات قد ورد اسمها في هذه القائمة بطريق الخطأ! ورغم أن العديد من هؤلاء قد ثبت أنهم قد استعادوا حق الإنتخاب لمرور الزمن الفانوني علي مخالفتهم، فقد تبرعت إحدى الولايات بإرسال قائمة مزيفة لتؤكد أنهم من المجرمين السابقين! هذه الولاية هي "تكساس"! التي حكمها بوش الأصغر من قبل! (ياللمصادفة!) وبالطبع فإن حوالي 31% من الأمريكيين من الأقلية السود من الرجال، التي كانت مؤَكَدَة لصالح الديموقراطيين، والذين لهم سوابق أقل بكثير من سابقة زوجة حاكم الولاية، مثل تراكم مخالفات المرور غير المدفوعة أو ترك السيارة في مكان مخالف، قد فقدوا حقهم في التصويت بعدد 173000 من الأصوات. وقد تجنبت وسائل الإعلام الأمريكية هذا الأمر حتى أظهرته ال " ”BBCالإنجليزية في وقت ارسالها الرئيسي.

      وفي عشية يوم الإنتخاب، وحين كان الوضع متوتراً للغاية، أعلن الرجل الذي كان مسؤولا عن أنباء الإنتخابات في العشية بقناة فوكس أن بوش الأصغر قد فاز!! وحين رأت بقية القنوات التليفزيونية هذا الأمر سارعت بإعلان فوزه دون تثبت، هل تعلمون من هو هذا الرجل؟ هو جون إليس، ابن عم جورج بوش الأصغر (ياللمصادفة!). ثم ظهر بعد ذلك أن هذا خلط غير صحيح، وأنما قصد به تدمير نفسية آل جور حتى يطلب إعادة العدّ ويظهر كأنه هو الطفل المدلل الذي لا يتقبل الهزيمة!

      ثم جاء دور لعبة أصوات المغتربين وأبناء القوات المسلحة، فبعد أن أصدرت كاثرين هاريس تعليمات جديدة تقضي بتغيير طرق ونظام قبول الأوراق الإنتخابية من المغتربين، ذهبت هذه الأصوات لبوش الأصغر "بقدرة قادر" بنسبة 4:5 بينما كان أكثرها مثيرا للجدل من حيث صحة الأختام عليه أو تاريخ صدوره كما تبين بعد من أن بعضها قد خُتم بعد يوم الإنتخاب! بل أنهم قد اعتمدوا قاعدة اسموها "التمثيل المتكافئ" في عدّ هذه الأصوات، ومعناها أن طريقة الإعتبار تعتمد على البلد الذي يتم فيه العدّ! ولهذا فإنه في البلدان التي يظهر فيها جور على بوش، فإنهم يظهرون فيها فساد 80% من أصوات المغتربين المحالفين له، والعكس صحيح!

      وحين طلبت الصحافة ووسائل الإعلام من كاثرين هاريس بعد الإنتخابات أن تتطلع على جهازها الحاسب، رفضت ذلك الا بعد أن يتناوله مستشاروها بالتدقيق! وبالفعل وجدوا بعدها أن الكثير من الملفات قد تم اعدامها واختفت "بقدرة قادر"!.

      حتى عندما وصل الأمر إلى المحكمة الدستورة العليا، فإن عضوين من أعضائها من الذين تم تعيينهم بواسطة إدارة ريجان ونيكسون الجمهوريين،وهما معروفين بتعصبهما للجمهوريين، ساندرا داي أوكونور و ويليام رينكويست، كانا قد قررا أنهما لابد أن يؤيدا انجاح بوش باي ثمن لأسباب عديدة منها أن يحوزا على معاش مُجزي بأن ينهيا خدماتهما في عهد رئاسة أمريكية.

      ثم يقوم الكاتب بعرض لائحة بأسماء الإدارة الأمريكية الجديدة ويبين أن كل فرد فيها هو من كبار مديري المؤسسات العملاقة والذين ينتفعون مادياً بشكل خطير بوصولهم إلى السلطة وعملهم لصالح تلك المؤسسات.

      خطاب مفتوح: عزيزي جورج[3]!

      وفي هذا القسم، يتوجه الكاتب إلى بوش الأصغر بخطاب مفتوح يذكره فيه – بطريقة ساخرة – بأيام كان مدمناً للخمر، وأنه حين سُأل عن ذلك، قال: ذلك كان في وقت الشباب! ويذكره بأنه كان في الثلاثينات من عمره وليس في عمر الزهور كما يقول! والدليل على ذلك أنه ليس في الإدارة فرد واحدمن جيله، بل هم كلهم من حاشية أبيه! الذين كان حلمهم الأكبر هو أن يسووا الأرض في بانبما بقنابلهم بينما هم يحتسون الفودكا ويدخنون السيجار في البيت الأبيض. هؤلاء هم الذين يديرون البلاد نيابة عنك: الطالب الفاشل بدرجة C، بالله عليك يابوش الأصغر، ماذا تفعل وسط هؤلاء النمرة؟ إنهم سيأكلونك حياً ثم يبثقوك من أفواههم كلقمة خنزير عفنة!

      ثم هل عرفتم من أين كون آل بوش ثروتهم!؟ من التعاملمع النازيّ قبل وخلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان جد بوش الأصغر: بريسكوت أحد سبعة مديرين في "يونيون بانكينج كوربوراشن" التي يملكها النازيّ ويهربون نقودهم من خلالها! ثم تم إغلاق البنك عام 1951 وكان نصيب بريسكوت وأبيه سام بوش واحد ونصف مليون دولاراً[4]. أليس من إنجازاتك المجيدة خلال أشهر وجيزة من توليك الحكم ما يلي:

      1. اقتطاع 30 مليونا من ميزانية المكتبات العامة.
      2. تخفيض ميزانية البحوث للبحث عن مصادر جديدة للطاقة غلى النصف (طبعا حيث أن أسرته تتعيش من صناعة البترول! "المترجم").
      3. اقتطاع 35 مليونا من ميزانية تدريبالأطباء.
      4. اقتطاع 200 مليونا من ميزانية مساعدات الأطفال لتحسين مستوى معيشتهم.
      5. تخفيض المرصود لهيئة المحاماة المسؤلة عن الوقوف في وجه شركات الدخان إلى 3% فقط (طبعا، اليست هذه الشركات مصدر رئيسي لتمويل حملاته الإنتخابية! "المترجم").

      (وتمضى القائمة معددة 47 قرارا في ضد صالح الشغب الأمريكيّ الذي لم ينتخب بوش الأصغر، ويظهرأنه يرد بذلك الصفعة التي كالها له الشعب بعدم انتخابه!)

      ثم يوجه الكاتب أسئلة ثلاثة لبوش الأصغر، يرجوه فيها أن يرد عليها بصراحة وصدق، يقول:

      1. جورج: هل تقدر على القراءة والكتابة على مستوى الكبار البالغين؟

      وهو ما لايجب أن تشعر معه بخجل، فقط إعترف بما هو فيك، وفيما يظهرأن جورج يعاني من عدم القدرة على القراءة بشكل جيد وهو ما يظهر في طريقة إلقائه التي كانت تبدو في أول الأمر مشوقـة وغريبـة، ثم تحولت إلى مصدر قلق عند الجمهور من الناس إذ تعكس ضعفاً ملحوظاً في القدرة على التعلم، ويبدو واضحاً للعيان دلائل جهل لا تخطئـه العين! وتكفي فضيحتك حين سألك أحد الصحفيين عن الكتاب الذي كان يُقرأ عليك ساعة النوم، فقلت أنه كتاب "الفراشة الجائعة جداً" The Very Hungry Caterpillar ، ثم اتضح أن هذا الكتاب لم يُنشر إلا بعد سنة من تخرجك من الجامعة!! كيف بالله التحقت بجامعة "ييل" Yale وهناك الكثيرين ممن حازوا على درجات أعلىمنك تؤهلهم للإلتحاق بهذه الجامعة الرفيعة! وحين سُئلت عن الكتب التي تقرؤها حاليا لم تعرف ماذا تقول، ولم تكن لك إجابة واضحة! أمر واحد هوالواضح بجلاء للناس: أنك لا تستطيع تحدث الإنجليزية! أخبرنا بالحقيقة يا جورج وأنى أعدك بأن آتي يومياً لأقرأ لك بنفسي حكاية ما قبل النوم!

      2. جورج: هل أنت مدمن للخمر، واذا كانت الإجابة بنعم، فما هو تأثير ذلك على أدائك كمسؤؤل عن القيادة العامة؟

      لقد أخبرتنا أنك قد تداويت من الإدمان منذ عشرين عاماً، وأنك لم تشرب منذذلك الحين، فهنيئا لك، ولكنك لم تعترف بأنك كنت مدمناً وهي الخطوة الأولي المطلوبة للشفاء، كما أنك لم تقل لنا ما هو التكنيك الذي استخدمته للشفاء من الإدمان، والتأكدمن أنك لنتعود له مرة أخرى؟ أنك قد سبق وأُدنت في حادثة قيادة وأنت سكران، وهي أشد كثيراً من مجرد كونها مخالفة مرورية حيث أنك عرّضت حياتك وحياة أختك التي كانت بجانبك للخطر آنذاك، ثم حياة المارة الذين كان يمكن أن تقتلهم. ولا تقل أن ذلك كان في عهد الشباب! فإنك كنت في منتصف الثلاثينات وقتها. ما الذي يضمن لنا كشعب أمريكي أنك، في مواجهة أحداث دولية صعبة ومقلقة، لن تعود للشرب من جديد، وتقودنا لكارثة محققة؟! (ألا يمكن أن يكون في هذا تفسير آخر لهذه الهجمة البربرية على العراق اليوم! "المترجم").

      3. جورج: هل أنت صاحب سوابق؟

      لقد سُئلت يا جورج من قبل: فهل لك سوابق في شرب الكوكايين؟ وكانت إجابتك أقرب للإعتراف منها للإنكار، إذ قلت أنك التزمت بعدم ارتكاب سوابق منذ عام 1974. فهل يعني هذا أن لك سوابق قبلها؟ صدقني، سيكتشف أحد ما ماضيك وستكون في موقف لا تحسد عليه. لقدجعلت مؤخرا أحد شروط الحصول على القرض التعليمي للشباب أن لا يكون لديهم أي سابقة فهل تنكر عليهم ما فعلته أنت نفسك؟ أليس يصدمك هذا التصرف كمنافق صغير؟ أتنكر حق التعليم علة آلاف ممن هم من أمثالك او أقل منك خطئاً، إذ نعلم أنه قد أُلقي القبض عليك ثلاث مرات من قبل؟

      جورج: إن لديّ نظرية تفسر كيف وصلت إلى ما وصلت إليه، وهو أنك لم تكتسبه، بل إنه قد سُلّم اليك تسليماً بسبب ثروة ومركز أبيك، لقد تم شراء موقعك لك، فلا حاجة للعمل لإكتسابه، دخولك مدرسة نيو إنجلند الراقية، التحاقك بجامعة ييل، التحاقك بكلية هارفارد للأعمال التي غالبا ما احتللت فيها مقعد من هو أجدر به منك! ثم تظاهرت بأنك تخدم في قوات الحراسة الجوية بتكساس، إلا أنه في صبيحة يوم من الأيام اختفيت من هناك ولم تكمل حتى هذا الواجب. ثم تتابعت سنيّ عمرك المفقود من ساعتها متنقلا من وظيفة إلى أخرى يهيؤها لك "بابا"بوش الأول، دون أن يهتم أحد بأن يحصي كم هي المغامرات الأعمال التي فشلت فيها واحدة تلو الأخرى! إنك لم تثق بالناس أبدا وذلك يبرر التجائك للمحكمة الفيديرالية لوقف عدّ الأصوات بدلا من انتظار نتيجة رغبة الشعب الحقيقية.

      بالله عليك يا رجل، باسم كل ما هو مقدس وغالٍ، لقد كنت سكّيراً، معربداً، صاحب سوابق، مدللا، باختصار كارثة حقيقية! فاترك مكانك فوراً باسم السماحة والشرف، وأري الناس بقية من ثقة في اسم عائلة بوش.

      توقيع المخلص مايكل مور

      اقتل الأبيض[5]!

      لا أدري ما يصيبني حين يقترب مني رجل أبيض هذه الأيام، أشعر بالرعب وأحاول أن أجد طريقا للهرب ووسيلة لأدافع عن نفسي! ألم ألحظ كل هذه التجمعات من العلوج البيض يجتمعون على أركان الشوارع، ها هو الشخص الأبيض يقتربمنيأكثر فأكثر، ها هو يتخطاني ويمضي في طريقه، حمداً لله دون أن يؤذيني!

      قد يكون ذلك صعبا عليك تفهمه أن الرجل الأبيض يفزعني رغم أنني ابيض، ولكن كوني أبيضاً يجعلني أعرف ما يعني هذا من الداخل، إذ أرقب نفسي في تصرفاتها. لقد تعلمنا منذ صغرنا أنه من الأمان أن تتواجد وسط البيض من أمثالنا، وأن "هؤلاء" من ذوي اللون الآخر هم من يجب تجنبهم والخوف منهم. "هؤلاء" هم الذين سيجرون السكين على رقبتك! ولكنني حين أردد النظر في الماضي أخد أن كل من آذاني كان من البيض. لم يهاجمني أو يخدعني أو يسرقني أو يحرم ابنتي من حقها في التعلم شخص أسود في حياتي. من هو الذي اخترع قنابل تفني الآلاف من الأبرياء: هو رجل أبيض! من الذي هاجم هيروشيما أو أحدث مجزرة أوكلاهوما: رجل أبيض! من الذي اخترع الكيماويات التي تقتلنا مثل PBC or PVC or PBB أو من هو المسؤول عن البرمجة في إذاعة فوكس! ومن هو الذي اخترع الرصاصن ومن هو الذي أفنى الهنود الحمر في أمريكا؟ رجال بيض! ومع ذلك ففي كل ليلية أقلّب التلفاز لأرى رجال سود متهمون بالقتل والسرقة والأغتصاب وبيع المخدرات!؟ والبوليس لا يفتأ يصدر نفس التصريحات هي هي في كل أنحاء أمريكا لرجل أسود مشتبه فيه، يكاد يكون هو نفسالرجل المشتبه فيه في بقية أنحاء أمريكا في نفس الوقت! لقدأصبحنا أسراء هذا التخيل المريض أن الرجل الأسود هوالمسؤل عن كافة الجرائم في أمريكا!

      ثم لنرى ما هووضع السود الذي يعانون منه: فحسب دراسة حديثة لريتشارد فيدر، وجد أن 20% من الشباب الأسود لا يعملون ولا يتعلمون، تتعرض النساء السود للموت أثناء الولادة أربعة أضعاف المرأة البيضاء، يتلقى الرجال البيض علاج الذبحة الصدرية خمة أضعاف الرجال السود، وعدد العاطلين من السود يبلغ ضعف العاطلين من البيض، ليس بمجرد الصدفة! هل نقبل على أنفسنا هذه التفرقة؟ إننا نريح ضمائرنا حين نعلن عن وظيفة ما بأنها وظيفة "تخضع للمعاملة المتكافئة" وهوما يشعرنا بأننا أدينا ما علينا، ونحن نعلم في داخلنا أنه ليس هناك حتى أصغر الفرص أن رجلاأسوداً سيحصل على الوظيفة، إذ أننا منذ البداية ضمنا أن السود سيدخلون أسوأ المدارس،ولا يحصلون على الشهادات العليا ليكونا من خدّامنا العمركله!

      أمّــة من الأغبيـاء[6]!

      هل تشعر بأنك تعيش وسط أمة من الأغبياء أو المخابيل؟ هذا ما أشعر به مؤخراً وما أقنع به نفسي دوماً. إن هناك 44 مليونا ممن لا يقرأ أو يكتب في أمريكا أقل من مستوى الصف الرابع الإبتدائيّ. أننا نقضي 99 ساعة في السنة في القراءة مقابل 1460 ساعة في مشاهدة التلفاز! أيها الإخوة، من يعش في مثل هذه الأمة فهو في خطر ماحق! والأخطر أننا نفعل كل ما في وسعنا لنكون أكثر جهلا وغباءاً! إن أمة تدعي أو تسعى لقيادة العالم يجب على أقل تقدير أن يعلم معظمها أين تقع كوسوفو! أو أي دولة أخرى نقوم بقصفها!

      إن رئيسنا الغبي "”Idiot-In-Chief لم يفعل شيئا لإخفاء جهله، بل هو على العكس يفتخر به! فإنه في خطابه لخريجي جامعة ييل قال أنه كان من الطلبة "الصيّع" و"أقول للطلبة الذين يحصلون على تقديرات مثل C يمكنكم أنتم كذلك أن تصبحوا رؤساء للجمهورية! ولكن يظهرأنه لم يشغل نفسه وهو يلقي بهذا الأمل إلى المتخلفين من الطلبة أن يبين لهم أنه يجب كذلك أن يكون لديهم أب مثل بوش الرئيس الأسبق، وأخاً حاكماً لولاية يتلاعب ي صناديق انتخابها، ومحكمة دستورية عليا مليئة بالموالين لأبيهم! ولكن هذا كاندوما من تقاليدنا نحن الأمريكيون، أن يقودنا جهلة أغبياء! ففي عام 1981، اعترف ويليام كلارك من إدارة ريجان بالتخلف العلمي للإدارة التي لم يعلم ممثلها اسم رئيس وزراءزيمبابوي أو جنوب أفريقيا! كل هذا مهد الطريق أمام "الرضيع" بوش الأصغر الذي لم يعرف أسماء رؤساء الهند وباكستان، دولتين من سبعة دول نووية في العالم!

      لقد جرىحديثا امتحان قدرات لعدد 554 من خريجي أعلى الجامعات في أمريكا، ولم ينجح فيه إلا 54% فقط، حتى أنهم لم يعرفوا السنة التي وقعت فيها، بل العقد الذي وقعت فيه الحرب الأهلية الأمريكية! وهؤلاء هم من يمثلون الغالبية من رجال السياسة.

      ثم يورد الكاتب قائمة بأسماء رؤساء الدول في العالم، وأهم التواريخ التي يراها في التاريخ، بشكل فكاهيّ ويوصي بقصها والإحتفاظ بها في مكان مرئي طول الوقت!

      نحن رقم واحد[7]!

      مرة أخرى نحن الدولة الوحيدة التي لم توقع على اتفاقية "السخونة الجوية العالمية" ومرة أخرى يكرهنا العالم كله، العالم يحب أن يكرهنا، وكيف لا ونحن نكره أنفسنا؟ والا فكيف يمكن أن نفسر رئاسة بوش؟

      [1] Introduction P.XIV
      [2] Chapter One: P.1 – A Very American Coup
      [3] Chapter Two: P.28 – Dear George!
      [4] Ibid, footnote P.31
      [5] Chapter Four: P.56 – Kill whity!
      [6] Chapter Fivc: P.85 – Idiot Nation!
      [7] Chapter Eight: P.163 – We’re Number One