فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      مقاومة الإرهاب وضحايا التزييف الغربي

      أوردت صحيفة تامبا تريبيون خبرا مفاده أنّ سلطات ولاية فلوريدا وجهت تهم حيازة المتفجرات والإرهاب لمصرييّن، أحمد عبد اللطيف ويوسف مجاهد، إدعت ال FBI أنهما قاما بنقل متفجرات عبر حدود الولاية. وكالعادة في مثل هذه القضايا المتكررة، جاءت صياغة التهم في غاية الغموض على حدّ تعبير الجريدة! وأوضح محاميّ مجاهد أنّ موكله "سيخرج بريئا من هذه التهم، وأن حجزهما في السجن هو مناورة معروفة مكرورة للحكومة". وأوضح أن ذلك الحجز دون أدلة واضحة مبنيّ على سياسة رئيس هيئة الأمن الوطني ّ السابق جون أشجروف، نصير بوش وأحد أعمدة العدوان على الإسلام وأهله، التي أوضحها في كتابه، خاصة في قوله "إذا تم القبض على أحد يشابه وصف أفعاله ما وضعناه من تفصيل للتهم، وجب احتجازه أطول مدة ممكنة حتى يمكن توسيع دائرة البحث وتعميقها" هكذا دون مراعاة إن كان الشخص بريئا أم لا!

      وأمثال هذه القضايا الملفقة أصبحت ثمناً مفروضاً يدفعه المسلمون المقيمون في الغرب، فبعد أن فشل الغرب بقيادة الإدارة الأمريكية الحالية، في إثبات مضحكة أنّ "القاعدة" تدبر الهجوم من الخارج على أرضهم، فخرجوا بسيناريو "الإرهاب الداخليّ" لتبقى شعوبهم تحت التأثير النفسيّ للخوف وما ينشأه ذلك من احتياجهم للحماية المزعومة التي تؤمنها هذه الطغمة، وليوجهوا ضربات موجعة للمسلمين في الخارج أسوة بما يوجههونه لذويهم في أرضهم الأم.

      وهي قضايا أصبحت مكرورة مكروهة، ولعلنا نتذكر قضية برج سيرز Sears وما ادعته السلطات الفيدرالية من تزييف للحقائق وما تبنّته من وسائل وقضية "الخيط الرفيع" في كندا، والتي بدأت بإعتقال 22 باكستانياً علنا وانتهت بالإفراج عنهم خفية لعدم وجود أي أدلة! وغيرها في بريطانيا واستراليا، ولا زالت القضية التي تعرف بقضية السبعة عشر في كندا حيث اعتقل سبعة عشر مسلماً منهم خمسة أحداث، تجرى لمستقر لها. وقد أُطلق سراح الأحداث الخمسة بعد ثبوت عدم وجود أي أدلة ضدهم، ولا تزال المحاكمة الإبتدائية جارية. وهذه القضية هي أكثرها هزلا لما ظهر من انخراط المخابرات الكندية، وتواطئها مع المخابرات الأمريكية، في ترتيب أحداثها وفبركة أدلتها بعد تجنيد شيخ منافق هندي مدمن للمخدرات و"صايع" مصريّ ملحد ينحدر من عائلة لصوص معروفة بالسرقة والغدر. وللحديث عن تفاصيل هذه المهزلة وقت قادم إن شاء الله تعالى.

      وهذه القضايا المفتعلة لا تصل في غاية أمرها إلى إثبات أي تهم، ولكن المقصود منها هو إبقاء عدد من المسلمين المنتمين إلى جنسيات غربية بالسجون لفترات طويلة إذلالا لهذه الجاليات، وتحذيراً من تحدى السلطات باسم الديموقراطية. ومن المحزن أن الشعوب الغربية، كعادة الدهماء في كل زمان ومكان، يصدقون ما يسمعون من حكامهم عبر الإعلام الموجّه، فالظلم والخداع والإستغلال لا تتغيّر وسائله بين شرق وغرب. وسيأتي يوم قريب تتضح فيه حقائق تلك المغامرة الفاشلة التي قادها بوش الأصغر وأولياؤه في بريطانيا واستراليا وهولندا وكندا على الرغم من غالبية شعوبهم.

      د. طارق عبد الحليم