إزالة الصورة من الطباعة

حين تتحول مرارة الفشل إلى رحابة التصوف السلفيّ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه وبعد

من الخطأ البين وقصر النظر أن ندفع الشباب اليوم إلى مسار ملاحظة أمر الله القدريّ، بعد أن وقعت بنا هزيمة منكرة بما كسبت أيدينا، وبخيانات تعددت من الحكام إلى الفصائل بلا استثناء، خاصة وإن كان الحديث معقدا بلا داع مع بساطة فكرته، من حيث سيفهمه الكثير على مقصد يعلم الله وحده هل هو قصد كاتبه أم لا، لكن الحمل على كتفيه. الأصل هو إننا نحيا في كون الله، ببعديه القدري والشرعي. وليس لنا إلا اتباع أمره الشرعيّ، والإيمان بأمره القدريّ. هكذا دون تمحك وتمحل وتفلسف غير مترابط. يقول تعالى "وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ". هذا ما يجب أن يكون عليه التركيز من عقلاء الفقهاء اليوم، لا الحديث عن القدر المخبوء وأسراره الخفية التي سنراها قادمة علينا من فوق الغيوب! من قبيل من يروج لخروج المهدى اليوم، وهو أمر صحيح في ذاته. صوفية متسلفة متفلسفة.

وعد الله بالنصر مرتبط بطلبه تحقيق الأمر. أما محاولة تبرير نبوءات عجيبة بأن المجاهدين سيغزون تل أبيب في السنوات العشر القادمة، وأنهم مسلمة الفتح الغزاة الأشاوس، فهذا أمر لم توجد كلمة تصفه بعد! قدر الله بالنصر آت، لكن ما نرى اليوم من ضياع الفرص التي أتيحت من عند الله، سواء في مصر أو سوريا، بجمع لا يستحق نصراً أصلاً، دليل على أن قدر النصر ليس في أبناء هذا الجيل، أو ما بعده. لكن العمل والتقديم له، يبدأ اليوم، بالاعتراف بالنقص والهوى والخطأ والخيانة والتنازع على السلطة، ثم تكون التصفية من خارج هذا الجمع كله، فهؤلاء الذين خاضوا وحل الخيانات لا أمل فيهم، والله لا يصلح عمل المفسدين.

ارتكبنا كل معصية تؤدى للفشل، ثم يأتي من يبحث في سر القدر المخبوء، ويجعله شمعة تُخفى بضوئها الخافت بشاعة ما ارتكب الخائنون.

د طارق عبد الحليم  

17 مايو 2013 – 1 رمضان 1439