أرسل أحد الإخوة تويتة من "فتوى" للجازوليني عن أنه لا بأس لداعش أن تبيع النفط لدول الغرب النصراني، قياساً على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمامة بن أثال، الذي أسلم بعد القدرة عليه عقب سرية بني بكر، ببيع الحنطة لقريش! وأول هامٍّ هنا هو أن يُسأل الجازوليني عن أمر، ثم البلاء الثاني أن يفتي فيه. والله ثم والله لقد هان العلم على أيدى هؤلاء الخائبين! لكن لا حول ولا قوة إلا بالله، فقد هانت أرواح المسلمين ورؤوس المجاهدين على أسياد هؤلاء المتعالمين، الحرورية الأنجاس. على كلّ حال، نود هنا أنْ نذكّر هذا الجازوليني أنه لا يزال لم ينشر كتابه "فقه النظر في الله" أو ما سمّاه من قبل، والذي ادعى أنه ألفه وهو ابن ثمانية عشىر، لا أذكر شهراً أو يوماً ادعى! والكذب والتدليس عند هؤلاء مدحة يتفاخرون بها! وقد نشرنا صورة مطبوعة قديمة لنا عمرها من عمر الجازوليني، فكيف أنه لم ينشر "كتابه" بعد؟ ولكن إن لم تستح فاصنع ما شئت.
أما عن موضوع السؤال، فالأمر هنا ليس أمر بيع النفط لدول غربية، فهذا موضوع لا يمكن استيعابه هنا. لكن أريد أن أبين ضحالة تفكير ممثلي الحرورية، والجازوليني منهم. فإن وضع قريش آنذاك أنها كانت في حالة مجاعة، ليس لديها ما تأكله، وهم أصلاً موضع الدعوة الأول، فكان الأمر أمر إحسان لمن أساء، وتألفاً لقلوبهم. فهل يا ترى باعت داعش النفط تألفا لقلوب النصارى؟ أم رجاء إسلامهم؟ أم إحساناً اليهم؟ وهل هم في مجاعة ومأزق يهدد حياتهم الرافهة، إن تأخر عنهم نفط سوريا والعراق الذي اغتصبته من مالكه الأصيل، أهل السنة الحقة، وقاتلتهم وقتلتهم عليه؟ هذا فجر بعد أن يكون جهلاً وخللاً. وهو استخفاف بعقول أتباع ابن عواد، من حيث هم القوم يُستخف بهم.
د طارق عبد الحليم
29 شوال 1435 – 25 أغسطس 2014