إزالة الصورة من الطباعة

فائدة: القصد من تتبع العوّادية وفضح عقائدهم وتصرفاتهم

حتى يكون أمرنا واضحاً، فإن غرضنا من التصدى لفرقة العوّادية، ليس بالأصل رجاءً في أن يعود أحد منها إلى الحق، فهذا قليل نادر، إذ إن البدعة إن أصابت قلباً، نشبت فيه مخالبها، فلم تنتزع منه إلا أن يكون قلباً غاية في الصدق والتجرد. لكن الأصل هو في إيضاح زيف هذه العقائد والتصرفات المبنية عليها لمنتسبي السنة، وفكّ الإشكالات التي تطرأ عليهم، بسبب الضبابية والزيف الإعلاميّ التي تستخدمه هذه الطائفة، تماماً كما تفعل الأنظمة العربية الحاكمة في التدليس على مغفلي مواطنيها. والفكر العواديّ الداعشيّ قد ينتشر بدرجات أخفّ، مما يكون غلواً، في صفوف أهل السنة، فيصيبهم بعطن، كما يمكن أن ينتشر فيهم فيروس الإرجاء فيصيبهم بالوهن. فالفِرَق درجات، الحرورية أكثرها انحرافا وارتكاساً الأزارقة قديما والعوّادية حديثا ثم الإباضية، والرافضة، أكثرا غلوا من خرج عن الملة بالكلية كالباطنية أو من تردد فيها كالاثني عشرية، منهم من ابتدع ومنهم من كفر، وأقلهم غلوا الزيدية. من هنا فنحن نركّز على تصفية صفوف أهل السنة من البدع بدرجاتها. فقد يأخذ بعض الشباب غلواً، مما يرونه من عُلوٍّ ظاهرٍ للحرورية العوّادية المتطرفة، فينسبونه للمنهج، ولو كان سبب العلو هو صحة المنهج، لكان آل سلول أصحهم منهجاً، ولكان السيسي أفضل من على تراب مصر! ولكانت إسرائيل هي الأحق بفلسطين. فلينتبه شباب أهل السنة، وليتفقّدوا عقيدتهم، ثم يتصرفوا على أساسها، لا العكس، أن يترسموا نتائج معينة، ثم يقيمون على أساسها ما يعتقدون، فهذا خُلفٌ لا يُنتج إلا شؤما.

د طارق عبد الحليم       

15 شوال 1435 – 11 أغسطس 2014