والله إن طعم العلقم يسرى في كلّ لقمة يلوكها الفم، كأنها مسمومة بأخبار القصف والقتل والتشريد والاجتياح، ونتن التآمر والبغض لدين الله وكراهة المسلمين، التي صارت هي ملامح عصرنا، من صهاينة يذبحون أبناء غزة جهاراً نهاراً، ومرتدي العرب الذين يمولون عدوانهم من جهة، ويموّلون من يسدّ عليهم منافذ الحياة من جهة. وشعوبهم في مشارق الأرض "كأصحاب كهف في عميق سبات". سحرهم السيسي وملوك السلولية وحكام الخليج، فباتوا لا يرون إلا حية السحرة، فأين عصا موسه تكشف سحرهم وباطلهم.
لقد حارب أبو بكر من منع الزكاة، وسماهم مرتدين، فما بالك ممن منع الجهاد، ومنع شرع الله بأكمله، بل وحارب دينه، وقتل أهله وموّل أعداءه. أيّ ردة هذه؟ أينك يا أبا بكرٍ لهؤلاء الخونة الكافرين؟ مرتدو زمانه قاتلهم لو منعوا عقالاً، وهؤلاء لم يكتفوا بالمنع، بل بذلوا مئات الملايين لقتل المسلمين في رابعة والنهضة وغزة! ثم يتمالأ على المجاهدين كلاب أهل النار في سوريا، جعجعة بلا طحين، ولسان بلا يقين! الصهاينة يقتلون المسلمين في غزة، وكلاب أهل النار من عصابة البغدادي يقتلون ويشرّدون المسلمين في الشحيل! أين يذهب هؤلاء المساكين؟ اللهم ليس لهم إلا إياك، فقد بلغ بنا العجز مبلغا أنت أعلم به.
اللهم عجز اللسان، وجف القلم وانكسر السنان، فأنت ولينا ووليهم وولي كل الضعفاء من عبادك. نعلم أنه ابتلاء أصاب الكلّ، لا من ظلموا خاصة، لكنّا نطمع في عفوك، وصدق من قال:
لغيرك ما مددت يدا**وكفك لا يغيض ندى
وليس يضيق بابك بي** فكيف تردّ من قصدا
وركنك لم يزل صمدا**فكيف تذود من وردا
فلطفك يا خفيّ اللطف**إن عادى الزمان عدا.
اللهم تقبل إنك أنت السميع العليم.
د طارق عبد الحليم
18 يوليو 2014 – 20 رمضان 1435