(إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا۟ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِى مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوٓا۟ إِذًا أَبَدًۭا) الكهف آية 20.
البيان رقم 9 لسنة 1434هـ ـ 2013م
موقفنا من مليونية حلف "تمرد" العلماني بمصر
التيار السنيّ لإنقاذ مصر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في هذا الوقت الذي تعيشه الأمة المسلمة في مصر، والذي تتكالب فيه قوى الصليبية والعلمانية والفلولية وتتداعى عليها عبابيد الشيطان من كل حدب وصوب ضد الإسلام وشريعته، مسفرةً بكفرها معتمدة على آلة الإفك الإعلامي ورجال أعمال المال الحرام، حيث أطلوا جميعاً برؤسهم التي عشش فيها الباطل وفرخ! كأبجح ما يكون بعد تولى الدكتور محمد مرسى حكم البلاد، بما لم نشهده في مصر من قبل، من سبٍ للإسلام ورفضٍ للشريعة وتَطاوُلٌ على السّنة وصاحبها صلى الله عليه وسلم، والاستهزاء بهدي المسلمين الظاهر والتحريض على الشيوخ والدعاة وسجنهم! وتعتزم قوى الشر وتحالف التمرد على الحق؛ حمل إثمها وكفرها للشارع المصريّ ترويعاً وتخريباً وقتلاً وتدميراً في 30 يونيو 2013. وإزاء هذا العدوان المنظم على ديننا وحرماتنا ومقدساتنا فإنّ التيار السنيّ لا يسعه السكوت على جرائم المتمردين على شريعة الرحمن ومن ثم فهذه رسالتنا نوجهها إلى أبناء الإسلام في مصرنا الحبيبة.
يعلن التيار السنيّ أنه في مواجهة قوى الاستكبار بالباطل، فإنه لزام على كل مسلم قادر محب لله ورسوله أن يخرج في ذلك اليوم دفاعاً عن دين الله وعن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأنه يأثم من لا يخرج دفاعاً عن دينه وعرضه وماله.
ويفرق التيار السنيّ، في هذا المشهد المضلل، بين نصرة الحق والإسلام والشريعة والسنة، وبين نصرة محمد مرسى والخروج لدعمه. فإن الرئيس "محمد مرسى" ليس بالحاكم المسلم الذي تجب طاعته بأي حالٍ من الأحوال. فقد تولى محمد مرسى الحكم بطريق الديموقراطية الشركية، ورضى بها، وأقرها، بل وتمسّك بها حين كانت دعوتنا للإطاحة بتلك الوسائل الشركية. لقد تنامي الكفر والعدوان على الإسلام في عهد محمد مرسى بما لم يكن له مثيلٌ في عصرنا الحديث. أفرج محمد مرسى عن معتقلي "كفاية" و"6 ابريل" و"البلاك بلوك" الصليبي، وأصدر قرارا بالعفو عن حارقي المجمع العلمي بالتحرير وعن الأفاكين والمقتاتين باسم الثورة! وترك سجناء الطاغية المخلوع مبارك من الإسلاميين المعتقلين بعد أن قضوا فيها عقوداً ظلماً وعدواناً. وأضاعت جماعة الإخوان وشركائها، بتنازلاتهم وتميّعهم وسياساتها التفاوضية القائمة على مشاركة الكفر لا جهاده "أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ" القلم 35.
وماذا جنينا من هذه الدمقرطة الشركية إلا التطاول والإهانة وانتهاك المقدسات والحرمات؟!
ولماذا يستمسك الإسلاميون المجلسيون! بدين الديمقراطية وآلاياتها المناقضة للإسلام! أيبتغون عند الغرب وأمريكا العزة! والله إنهم لواهمون! فإن العزة لله جميعا! والعزة لا تكون إلا في الحكم بالشريعة وحدها! قال الله في محكم التزيل: (الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) النساء آية 139.
ونود في هذا المقام أن نبيّن أن كلمة "الشرعية" التي يستخدمها كثير من المُنتمين إلى تلك الجماعات التي تدعى الإنتماء إلى التيار الإسلاميّ؛ هي كلمة مضللة. فالشرعية لا تكون إلا إن نبعت من الشرع، بينما يقصد هؤلاء المزيفون بالشرعية "الشرعية الديموقراطية"، الشرعية الشركية. لا شرعية إلا لما بُنيَ على الشرع. وشرعية محمد مرسى هي شرعية ديموقراطية لا تمت لدين الله بصلة، إنما يُمَوّه الإخوان وشركاؤهم بها في وجه العامة، لينسبوا ـ تدليسا وزوراً ـ ما جرى في تلك الإنتخابات البرلمانية بالشرعية الإسلامية!
أما هؤلاء حلف التمرد وبلطجية البلاك بلوك وفلول النظام السابق الذين يعتدون ويعتزمون العدوان على حرمات المسلمين ومساجدهم وبيوتاتهم فهؤلاء أعداء صائلون. وأمر الصائل المعتدي ظاهر في الشريعة الإسلامية؛ فدفع الصائل واجب شرعيّ على كل مسلم قادر ولا يتركه إلا جبانٌ خائنٌ لدينه آثم في فعله. وقد ورد في مسند الإمام أحمد بسند صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد."أهـ الحديث.
ومن هنا يدعو التيار السنيّ إلى أن يدافع المسلمون عن دينهم، وعن حرماتهم وأعراضهم، ومساجدهم وهويتهم وهديهم الظاهر. وأن يخرجوا في ذلك اليوم للدفاع عن دين الله ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم، والغلظة على كل معتد أثيم، فإن الله سبحانه يقول "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَـٰتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا۟ ۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" الحج 39. ويقول جلّ وعلا " فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُوا۟ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ" البقرة 194.
لا فلاح ولاعزة لهذه الأمة إلا بالعودة للحكم بالشريعة الإسلامية وحدها
التيار السني لإنقاذ مصر
الأمين العام
الشيخ الدكتور طارق عبد الحليم
الأمين العام المساعد
الشيخ الدكتور هاني السباعي
13 شعبان 1434هـ الموافق 22 يونية 2013